ديسم ليستولي عليه وكان أبو عبد الله من قبل ابن عمه ناصر الدولة على معاون أذربيجان فقصده ديسم وقاتله فلم يكن لابن حمدان به طاقة ففارق أذربيجان واستولى عليها ديسم.
أخبار ناصر الدولة مع الراضي قال ابن مسكويه وابن الأثير في حوادث سنة 327 في هذه السنة في المحرم سار الراضي بالله وبجكم ومعهما قاضي القضاة إلى الموصل وديار ربيعة لان ناصر الدولة بن حمدان أخر المال الذي عليه من ضمان البلاد التي بيده فاغتاظ الراضي عنه بسبب ذلك فلما بلغوا تكريت أقام الراضي بها وانفذ بجكم إلى الموصل في الجانب الشرقي من دجلة فتلقته زوارق انفذها ناصر الدولة فيها دقيق وشعير وحيوان هدية إلى الراضي فاخذها بجكم وفرق ما فيها على حاشيته وأصحابه وعبر فيها إلى الجانب الغربي فلقيه ناصر الفولة بالكحيل على ستة فراسخ من الموصل فاقتتلوا أشد القتال فانهزم أصحاب بجكم ثم حمل بجكم بنفسه على ناصر الدولة حملة صادقة فانهزم هو وأصحابه وساروا إلى نصيبين وتبعهم بجكم فلما بلغ نصيبين سار ابن حمدان إلى آمد وكتب بجكم إلى الراضي بالفتح فسار من تكريت في الماء يريد الموصل وظهر ابن رائق من استتاره واستولى على بغداد فكتب الراضي إلى بجكم بذلك فعاد عن نصيبين فسار ناصر الدولة من آمد إلى نصيبين فاستولى عليها وعلى ديار ربيعة وتسلل أصحاب بجكم إلى بغداد وانفذ ابن حمدان قبل ان يتصل به خبر ابن رائق بطلب الصلح ويعجل خمسمائة ألف درهم ففرح بجكم وجاءه الفرج بان ابتدأ بنو حمدان بطلب الصلح وكان فكر في تسليم الموصل والانحدار إلى بغداد لدفع ابن رائق فركب من وقته وأنهى ذلك إلى الراضي فامتنع الراضي لشدة غيظه على ناصر الدولة فعرفه ان الصواب في اجابته والمبادرة إلى بغداد فأجاب اليه وانفذ بجكم من يومه بالخلع واللواء إلى ناصر الدولة القاضي ابن أبي الشوارب ليستحلف ناصر الدولة ويقبض مال التعجيل فاستحلفه ورجع بالمال وانحدر الراضي وبجكم إلى بغداد وقال أبو بكر الصولي في كتاب الأوراق كان الراضي قبل خروجه يذكر أمر نهوضه فنشير عليه ان لا يفعل فلم يقبل وكرهت العامة خروج السلطان إلى الموصل لمحبتهم لناصر الدولة وعنايته بانفاذ الدقيق إليها ولبره بالاشراف وما تصدق على الضعفاء بسر من رأى وبغداد ولكفاية أخيه سيف الدولة على الناس امر الثغور والغزو وعنايته بغزو الصائفة وغيرها ووردت كتب ناصر الدولة إلى الراضي وإلى بجكم يضمن لهما أكثر مما ظن أنه يبذله له وأشرت عليه بالرجوع فلم يقبل.
أخبار ناصر الدولة مع ابن رائق كان أبو بكر محمد بن رائق قد ملك الشام من الإخشيدية في خلافة الراضي وفي سنة 329 عاد من الشام إلى بغداد في خلافة المتقي وصار أمير الامراء وأمير الامراء بمنزلة القائد الاعلى للجيوش قال ابن الأثير وسبب ذلك ان الأتراك البجكمية لما ساروا إلى الموصل لم يروا عند ابن حمدان ما يريدون فساروا نحو الشام إلى ابن رائق وكان فيهم من القواد تورون وغيره فأطمعوه في العود إلى العراق ثم وصلت اليه كتب المتقي يستدعيه فاستخلف على الشام وسار عنها فلما وصل إلى الموصل تنحى عن طريقه ناصر الدولة بن حمدان فتراسلا واتفقا على أن يصطلحا وحمل اليه ابن حمدان مائة ألف دينار.
وفي مروج الذهب: لما أفضت الخلافة إلى المتقي غلب على الامر أبو الوفاء تورون التركي واشتد امر البريديين بالبصرة وصار لهم جيشان جيش في الماء في الشذوات والطيارات والسماريات والدبادب وهذه أنواع من المراكب يقاتل فيها صغار وكبار وجيش في البر عظيم فانحدر تورون إلى واسط لحرب البريديين وكانوا ملكوا واسط فكانت بينهم سجالا والمتقي لا امر له ولا نهي اه. وقال ابن الأثير في حوادث سنة 330 ان أبا عبد الله البريدي استولى على بغداد وارسل أخاه أبا الحسين.
هرب المتقي إلى الموصل واستجارته بسيف الدولة وناصر الدولة ومعه ابن رائق والوزير ابن مقلة في المرة الأولى قال ابن خالويه في شرح ديوان أبي فراس: قد ذكرت من الاخبار التي أوردها أبو فراس في شعره ما حدثني به الثقات ممن شاهد تلك الأحوال وان كانت مآثر ابني حمدان ومن تبعهما من بنيه لا تحتاج إلى إقامة دليل وانا الآن أذكر بمشاهدتي ومشاهدة أهل هذا العصر وذكره أبو فراس. سيف الدولة وناصر الدولة وما فعلاه عند استجارة المتقي بهما وذلك أن البريديين لما هزموا محمد بن رائق وفتحوا بغداد ونهبوا دار الخلافة خرج المتقي ومحمد بن رائق والوزير ابن مقلة هاربين فتلقاهم سيف الدولة بتكريت بالتكريم وحمل إلى جميعهم ما عمهم من الأموال وغير ذلك وسار بهم إلى أخيه ناصر الدولة فأجار المتقي وقاما بنصرته وقد كان يروي خطبة لأمير المؤمنين ع: كأني ببني العباس على ظهور الأفراس يستنجدون العرب وسائر الناس وقد غلبهم غلب عليهم عبيد بني أغنام غصبوهم الكرامة فما يجبرهم الا هم. فكان سيف الدولة يقول صدق أمير المؤمنين ص لقد جهدت في المتقي وفي ابنه ان يركبا العماريات والمهاري فأبيا الا ظهور دوابهما ثم سار بهم إلى الموصل فقام ناصر الدولة بنصرته فسماه ناصر الدولة وقال الشاعر:
من كان شرفه فيما مضى لقب * فناصر الدين ممن شرف اللقبا دعوك ناصرهم لما نصرتهم * واعجز العجم ما حاولت والعربا وسار سيف الدولة بين يديه إلى أن هزم البريديين وفتح بغداد فسماه سيف الدولة اه. وقال ابن الأثير في حوادث سنة 330 انه لما استولى البريديون على بغداد هرب الخليفة المتقي وابن رائق من بغداد وكان المتقي قد انفذ إلى ناصر الدولة يستمده على البريديين فأرسل أخاه سيف الدولة علي بن عبد الله بن حمدان نجدة له في جيش كثيف فلقي المتقي وابن رائق بتكريت خدمة عظيمة وسار معه إلى الموصل ففارقهما ناصر الدولة إلى الجانب الشرقي كأنه خاف على نفسه من ابن رائق وتوجه نحو معلثايا وترددت الرسل بينه وبين ابن رائق حتى تعاهدا واتفقا فحضر ناصر الدولة ونزل على دجلة بالجانب الشرقي.
قتل ابن رائق فعبر اليه الأمير أبو منصور بن المتقي وابن رائق يسلمان عليه فنثر الدنانير والدراهم على ولد المتقي فلما أرادوا الانصراف من عنده ركب ابن المتقي وأراد ابن رائق الركوب فقال له ناصر الدولة تقيم اليوم عندي لنتحدث فيما نفعله فاعتذر ابن رائق بابن المتقي فالح عليه ابن حمدان فاستراب به وجذب كمه من يده فقطعه وأراد الركوب فشب به الفرس فسقط فصاح ابن حمدان بأصحابه اقتلوه فقتلوه وألقوه في دجلة وارسل ابن حمدان إلى المتقي يقول إنه علم أن ابن رائق أراد ان يغتاله ففعل به ما فعل