الا بناء على اعتبار الأصل المثبت.
ثم لا يخفى عليك: ان هذا البحث لا اثر له بالنسبة إلى قضاء الصلوات، لجريان قاعدة الشك بعد الوقت الحاكمة على الاستصحاب المذكور. ومن هنا أشكلنا على الشيخ قده - عنه توجيه مقالة المشهور القائلين بوجوب قضاء الفوائت حتى يعلم بالبرائة مع أن قاعدة الشك في الأقل والأكثر الغير الارتباطي تقضى جريان البراءة فيما عدا المتيقن من الفوائت، بان استصحاب عدم فعل المشكوك في وقته يقتضى وجوب قضائه - بما حاصله: ان الاستصحاب لا ينفع ولا يوجه به مقالة المشهور، لجريان قاعدة الشك بعد الوقت، كما اعترف هو (قده) بذلك، بل لابد من العمل بما يقتضيه العلم الاجمالي فيما ذكره المشهور وقد بينا وجه مقالة المشهور في تنبيهات البراءة، فراجع. وعلى كل حال البحث عن معنى الفوت لا اثر له في باب الصلاة.
نعم: تظهر الثمرة في سائر المقامات مما ثبت فيه القضاء كالصوم المعين و نحوه، فلو قلنا: بان الفوت عبارة عن عدم الفعل في وقته فبأصالة عدم الفعل فيه يترتب وجوب القضاء ولو قلنا: ان الفوت ليس مجرد عدم الفعل، بل هو عبارة عن خلو المحل عن الشئ وعدم وجوده مع أنه كان فيه اقتضاء الوجود وكان مما من شانه ان يوجد بحيث يبقى المحل خاليا عنه وهذا المعنى ملازم لعدم الفعل لا انه هو بعينه، فيكون أصالة عدم الفعل مثبتة بالنسبة إلى ذلك، ولا يتحقق بها موضوع الفوت، فيكون المرجع في صورة الشك البراءة، للشك في التكليف. وقد اختار هذا الوجه شيخنا الأستاذ مد ظله، فتأمل جيدا.
هذا تمام الكلام في اقسام الواجب فلنشرع ح في مباحث الاجزاء، والفور والتراخي، والمرة والتكرار، ولما كانت مباحث مسئلتي الفور والتراخي، والمرة والتكرار، قليلة الجدوى بل لا طائل تحتها كان الاعراض عنهما أجدر، ولكن تبعا للقوم لا بأس بالإشارة الاجمالية إليهما أولا، ثم نتكلم في مسألة الاجزاء فنقول: