الحديث الذي رواه عن الصادق عليه السلام ذلك الراوي وأخرجه ابن عقدة في ترجمته.
إذا تمهدت هذه الأمور فأقول:
الظاهر إن الشيخ نظر إلى الحديث الذي أخرجه ابن عقدة في ترجمة من رواه عن الصادق عليه السلام فإذا وجده مسندا من ابن عقدة عن ذلك الرجل قال في ذيل ترجمته:
أسند، يعني ابن عقدة، عنه أي عن صاحب الترجمة، فيعلم أن ابن عقدة يروي عن ذلك الرجل بإسناد متصل وإن لم يجد الحديث الذي أخرجه ابن عقدة في الترجمة مسندا بأن وجده مرسلا، أو مرفوعا، أو مقطوعا، أو موقوفا، أو نحو ذلك لم يذكر حينئذ شيئا من ذلك، لعدم الفائدة، فتدبر، وخذ بمجامع الكلام، فإنه من مواهب الملك العلام، وقد أغفله الاعلام، وحينئذ فهو أجنبي عما نحن فيه.
ثم إن الطريحي في جامع المقال ناقش في جملة مما عددناه في المدح قال:
(وأنت (1) خبير بأن من جملة تلك الألفاظ قولهم: (شيخ) و (جليل) و (خاص) و (عالم) و (لا بأس به) و (قريب الامر) و (مسكون إلى روايته) و (ينظر في حديثه) ونحو ذلك مما لا يفيد المدح ولا التعديل، فدخول الحديث المتصف رواية بها في (بابي) (2) الصحيح والحسن ليس بالوجه، ومثله ما استفاده البعض من عدالة بعض الموصوفين بالتوكيل لاحد الأئمة عليهم السلام اللهم ما لم تكن للوكالة جهة معتد بها) (3).
انتهى.
وفي إطلاقة عدم الدلالة على المدح في الجميع ما لا يخفى، وقد عرفت الوجه في بعض ما ذكره.
أما مثل (شاعر)، (أديب) (4)، (قارئ) (5)، (عارف باللغة والنحو)، (نجيب)، لا يفيد الحديث حسنا ولا قوة.