واعتمدوا عليه، كما فهمه التقي المجلسي، قال:
(وهو كالتوثيق).
أقول: قد اختلفوا في معنى هذه اللفظة، وذكروا لها وجوها كثيرة، ولكن الأظهر عندي في معناه وجه لم أعثر على التنبيه له من أحد غيري. وبيانه موقوف على تقديم أمور.
الأول: إن هذه اللفظة إنما توجد في خصوص كتاب: (رجال الشيخ) دون سائر كتب الشيخ وغيره من أصحابنا، وإنها في خصوص باب رجال الصادق عليه السلام من كتاب (رجال الشيخ)، دون سائر أبواب رجال باقي المعصومين عليهم السلام.
الأمر الثاني: إن رجال الصادق عليه السلام في كتاب رجال الشيخ ثلاثة آلاف وخمسون رجلا، ومن ذكرت هذه اللفظة في ذيل ترجمته منهم خمسة وثلاثمائة لا غير.
الأمر الثالث: قال الشيخ في أول كتاب الرجال:
(ولم أجد لأصحابنا كتابا جامعا في هذا المعنى الا مختصرات، قد ذكر كل إنسان منهم طرفا إلا ما ذكره ابن عقدة من رجال الصادق عليه السلام، فإنه بلغ الغاية في ذلك، ولم يذكر رجال باقي الأئمة عليهم السلام، وأنا أذكر ما ذكره، وأورد من بعد ذلك ما لم يذكره) (1).
انتهى.
يعني ما لم يذكره من رجال باقي الأئمة عليهم السلام لا رجال الصادق عليه السلام توهم، وستعرف ظهور ما ذكرنا في الأمر الرابع.
الأمر الرابع: إن أصحابنا ذكروا في كتبهم في ترجمة أحمد بن محمد بن سعيد الهمذاني الكوفي المعروف بابن عقدة أن له كتبا منها كتاب أسماء الرجال الذين رووا عن الصادق عليه السلام أربعة آلاف رجل، وأخرج (فيه) (2) لكل رجل (3) الحديث الذي رواه) (4).
انتهى.
فالشيخ لم يزد على ما ذكره ابن عقدة، إذا لم يكن قد أسقط البعض، كما أسقط ذكر