الأثر الكبير على حياته الشريفة في النسك والعبادة.
ومن هنا نرى بأن له تبلور خاص في العرفان وتهذيب النفس والسير إلى الله تعالى والإعراض عن زخارف الدنيا وزينتها حتى وصف كتابه عدة الداعي بأنه (نافع مفيد في تهذيب النفس).
هذا ويأتي هنا سؤال بأن المصنف (قدس سره) هل صنف كتابا في استخراج الحوادث كما عن بعض أرباب المعاجم حتى عدوا من جملة مصنفاته كتاب استخراج الحوادث أو وقع في يده كتاب في ذلك؟ أو كان ذلك كتابان، كتاب في استخراج الحوادث وكتاب في الأسرار كما عن بعض آخر؟
والظاهر، إن أحسن ما كتب في ذلك، ما حققه وأيده العالم العلامة الإمام السيد محسن الأمين قدس سره، قال: والذي أضنه إن ابن فهد له رسالة في استخراج بعض الحوادث المستقبلة من كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) لا غير، وهذا ممكن ومعقول، إما أن فيها جملة من أسرار العلوم الغريبة فهو من التقولات التي تقع في مثل هذا المقام، وكذلك كون ابن فلاح (1) وقع بيده كتاب السحر الذي أمر ابن فهد بإتلافه، المظنون إنه من جملة التقولات، فابن فلاح قد ظهر منه ضلال وخروج عن حدود الشرع بعد ما كان تلميذ ابن فهد، وتبرأ منه ابن فهد، وأمر بقتله، فصار هنا مجال للتقول بأن ابن فهد كان صنف له رسالة فيها من أسرار العلوم الغريبة فسخر بها القلوب، أو إنه وقع بيده كتاب سحر، وكل ذلك لا أصل له، مع إمكان أن يكون وقع بيده كتاب سحر، فذلك أقرب من أنه كتب له في رسالته من أسرار العلوم الغريبة، فإن ذلك ليس عند ابن فهد ولا غيره، ولكن الناس يسرعون إلى القول في حق من اشتهر عنه الزهد والعبادة بأمثال ذلك ويسرع السامع إلى تصديقه (2).