العلم أن جويرية أم المؤمنين كانت مولاة لثابت ولا لابن عمه بل قد صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتقها وتزوجها جعل عتقها صداقها فبطل كل ما موهوا به والحمد لله رب العالمين، وقالوا: لو كان فرضا لكان محدود القدر * قال أبو محمد: فقلنا: من أين قلتم هذا؟ وما المانع من أن يفرض الله تعالى عليها عطاء يكله إلى اختيارنا؟ وأي شئ أعطيناه كنا قد أدينا ما علينا وهلا قلتم هذا في المتعة التي رآها الحنيفيون، والشافعيون فرضا وهي غير محدودة القدر: وهلا قال هذا المالكيون في الخراج المضروب على الأرض المفتتحة عنوة وهو عندهم فرض غير محدود القدر وكما قالوا فيما أوجبوا فيه الحكومة فرضا من الخراج وهو غير محدود القدر، فسبحان من جعل لهم عند أنفسهم وفى ظنهم أن يتعقبوا على الله تعالى حكمه بما لا يتعقبونه على أنفسهم فيما يشرعونه في الدين بآرائهم وحسبنا الله ونعم الوكيل * تم كتاب الكتابة والحمد لله رب العالمين * بسم الله الرحمن الرحيم * وصلى الله عليه سيدنا محمد وآله وصحبه كتاب صحبة (1) ملك اليمين 1703 مسألة لا يجوز للسيد أن يقول لغلامه: هذا عبدي ولا لمملوكته هذه أمتي لكن يقول: غلامي وفتاي ومملوكي ومملوكتي وخادمي وفتاتي، ولا يجوز للعبد أن يقول هذا ربى أو مولاي أو ربتي ولا يقل أحد لمملوك: هذا ربك ولا ربتك لكن يقول سيدي، وجائز أن يقول المرء لآخر: هذا عبدك وهذا عبد فلان وأمة فلان. ومولى فلان لان النهى لم يرد الا فيما ذكرنا فقط، وجائز أن يقول:
هؤلاء عبيدك. وعبادك واماؤك * روينا من طريق أبى داود نا موسى بن إسماعيل نا حماد بن سلمة عن أيوب السختياني عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يقل أحدكم عبدي وأمتي ولا يقولن المملوك: ربى وربتى وليقل المالك: فتاي وفتاتي وليقل المملوك سيدي وسيدتي فإنكم المملوكون والرب الله عز وجل) * ومن طريق عبد الرزاق انا معمر عن همام بن منبه أنه سمع أبا هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يقل أحدكم أطعم ربك أسق ربك وضئ ربك ولا يقل أحدكم ربى وليقل سيدي ولا يقل مولاي ولا يقل أحدكم عبدي أمتي وليقل فتاي. فتاتي. غلامي) * ومن طريق مسلم نا أبو كريب نا أبو معاوية عن الأعمش