ابن عبد العزيز أنه أجاز شهادة الصبيان بعضهم على بعض في الجراح المتقاربة فإذا بلغت النفوس قضى بشهادتهم مع أيمان الطالبين، وعن ربيعة جواز شهادة بعض الصبيان على بعض ما لم يتفرقوا، وعن شريح ان شهادة الصبيان تقبل إذا اتفقوا ولا تقبل إذا اختلفوا، وانه أجاز شهادة صبيان في مأمومة، وعن ابن قسيط. وأبى بكر بن حزم قبول شهادة الصبيان فيما بينهم ما لم يتفرقوا، وعن عروة بن الزبير تجوز شهادة الصبيان فيما بينهم وفى الجراح خاصة ويؤخذ بأول قولهم، وعن عطاء، والحسن تجوز شهادة الصبيان على الصبيان، وعن إبراهيم النخعي تجوز شهادة الصبيان بعضم على بعض وقال: كانوا يجيزونها فيما بينهم، وقال ابن أبي ليلى: تجوز شهادة الصبيان بعضهم على بعض في كل شئ، وقال مالك: تجوز شهادة الصبيان على الصبيان فقط ولا تجوز شهادتهم على صغير أنه جرح كبيرا ولا على كبير انه جرح صغيرا ولا تجوز الا في الجراح خاصة ولا تجوز شهادة الصبايا في شئ من ذلك أصلا ولا تجوز في شئ من ذلك شهادة من كان منهم عبدا فان اختلفوا لم يلتفت شئ من قولهم وقضى على جميعهم بالدية سواء * قال أبو محمد: ما نعلم عن أحد قبله فرقا بين صبي وصبية ولا بين عبد منهم من حر، وقالت طائفة، لا تقبل شهادتهم في شئ أصلا كما ذكرنا قبل عن عمر. وعثمان في الصغير يشهد فترد شهادته ثم يبلغ فيشهد بتلك الشهادة انها لا تقبل، وصح عن ابن عباس من طريق ابن أبي مليكة لا تقبل شهادة الصبيان في شئ، وعن عطاء لا تجوز شهادة الغلمان حتى يكبروا، وعن القاسم بن محمد. وسالم. والنخعي مثل قول عطاء، وعن الحسن لا تقبل شهادة الغلمان على الغلمان وعن ابن سيرين لا تقبل شهادتهم حتى يبلغوا، وعن الشعبي. وشريح انهما كانا يقبلانها إذا ثبتوا عليها حتى يبلغوا، وعن عبد الرزاق عن ابن جريج عن الزهري في غلمان شهد بعضهم على بعض بكسر يد صبي منهم فقال: لم تكن شهادة الغلمان فيما مضى من الزمان تقبل وأول من قضى بذلك مروان * قال أبو محمد: وبمثل قولنا يقول مكحول وسفيان الثوري. وابن شبرمة.
وإسحاق بن راهويه. وأبو عبيدة. وأبو حنيفة والشافعي. وأحمد بن حنبل وأبو سليمان.
وجميع أصحابنا * قال على: لم نجد لمن أجاز شهادة الصبيان حجة أصلا لا من قرآن ولا من سنة ولا رواية سقيمة ولا قياس. ولا نظر. ولا احتياط بل هو قول متناقض لأنهم فرقوا بين شهادتهم على كبير أو لكبير وبين شهادتهم على صغير أو لصغير، وفرق مالك بين الجراح وغيرها فلم يجزها في تخريق ثوب يساوى ربع درهم وأجازها في النفس والجراح وفرق بين الصبايا والصبيان وهذا كله تحكم بالباطل وخطأ لا خفاء به