فراجع مظانه (١).
وفي الدر المنثور للسيوطي " عن بريدة، قال: غزوت مع علي اليمن، فرأيت منه جفوة، فلما قدمت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذكرت عليا فتنقصته فرأيت وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) تغير وقال " يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه " (٢) ويظهر منه أن هذا المضمون صدر عن النبي (صلى الله عليه وآله) في غير قصة الغدير أيضا. وقوله (صلى الله عليه وآله) " من كنت مولاه فعلي مولاه " يحتمل فيه بالنظر البدوي الإخبار والإنشاء، ولكن الأوفق بمذهبنا وظاهر آية التبليغ الواردة في هذه القصة هو الاحتمال الأول، كما لا يخفى.
٤ - وقال - تعالى -: ﴿وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم﴾ (٣) وقد نزلت في قصة زيد بن حارثة عندما خطب له النبي (صلى الله عليه وآله) بنت عمته زينب، وليست القضية شخصية فقط، بل الظاهر أنها كانت اجتماعية.
٥ - قال - تعالى -: ﴿يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم﴾ (4) والظاهر بقرينة عطف أولي الأمر على الرسول وعدم فصلهم عنه، كون إطاعة الرسول وإطاعة أولي الأمر هنا من سنخ واحد، وهو إطاعتهم في الأوامر الصادرة عنهم بنحو المولوية بما أنهم ولاة في الأمور الاجتماعية والسياسية والقضائية، وليس إطاعتهم في مقام بيان أحكام الله تعالى لأنها ليست أمرا آخر وراء إطاعة الله، ولأجل ذلك كررت لفظة " أطيعوا " والمقصود ب " الأمر "