الفصل الخامس عشر في إشارة إجمالية إلى اهتمام الإسلام بالقوة العسكرية الغرض من عقد هذا الفصل هو الإشارة إلى أن من وظائف الإمام أو الحكومة الإسلامية إجمالا هو إعداد العدة والعدة بقدر الكفاية، فنقول:
دفاع الإنسان عن نفسه وعما يتعلق به أمر يحكم بحسنه وضرورته العقل والفطرة. بل الحيوانات أيضا مفطورة على ذلك. والله - تعالى - أودع في بناء روح الإنسان قوة الغضب لينبعث قهرا إلى الدفاع عن نفسه، فكما يحتاج الفرد إلى الدفاع عن منافعه ومصالحه، فكذلك الأمة تحتاج إلى القوة العسكرية الراقية.
ولكن الجنود والأجهزة العسكرية يجب أن تجعل في خدمة الشعب والدين الحق لا في خدمة الأشخاص، ولا وسيلة للتجاوز على الحقوق والتسلط على البلاد والعباد بالظلم والفساد.
قال الله - تعالى -: ﴿وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم، الله يعلمهم. وما تنفقوا من شئ في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون﴾ (1).