مصالح أنفسهم.
9 - الحكومة الإسلامية:
المراجع للكتاب والسنة وفقه مذاهب الإسلام من الشيعة والسنة، يظهر له بالبداهة أن دين الإسلام الذي جاء به النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) لم تنحصر أحكامه في أمور عبادية ومراسيم وآداب فردية فقط، بل هو جامع لجميع ما يحتاج إليه الإنسان (1) في مراحل حياته الفردية والعائلية والاجتماعية، من المعارف، والأخلاق، والعبادات، والمعاملات، والسياسات، والاقتصاد، والعلاقات الداخلية والخارجية. وأن الحكومة أيضا داخلة في نسج الإسلام ونظامه. فالإسلام بذاته دين ودولة، وعبادة واقتصاد وسياسة.
فترى النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بعد هجرته إلى المدينة باشر بتأسيس أول دولة إسلامية عادلة، فمهد لها مقدماتها من أخذ البيعة من القبائل والوفود، وعقد ميثاق الأخوة بين المهاجرين والأنصار، والمعاهدة بينهم وبين يهود المدينة. وأقام مسجدا جعله مركزا لصلوات المسلمين ونشاطاتهم الاجتماعية والسياسية، وراسل الملوك والأمراء في البلاد يدعوهم إلى الإسلام والدخول تحت ظل حكومته. وبعد وفاته (صلى الله عليه وآله) لم يشك أحد من المسلمين في الاحتياج إلى الحكومة،