الأصيل يخدم قضية وحدة المسلمين ولا يضر بها كما يتوهم. فإن الواجب على المسلمين الأحرار أن يعرف بعضهم معارف الآخرين وفقههم، لا أن يكتم فقهاء هذا المذهب أو ذاك ما يرونه صحيحا وحقا، فلا يتوقع من باحث شيعي مثلا أن يكتم في البحث العلمي ما يراه حقا.
وليس معنى الوحدة الإسلامية كتمان الحقائق والعلوم، بل من معانيها تجلى المشاركات الأصيلة الموجودة بينهم، وحفظ الآداب والحرم، وجهادهم معا ضد الكفر العالمي المسيطر على بلادنا وشؤوننا. فديننا واحد ونبينا واحد وكتابنا واحد وقبلتنا ومشاعرنا واحدة، فيجب الحذر كي لا يستفيد العدو من إلقاء الخلافات وإيجاد الضغائن.
5 - تذكير:
قد حصل لنا بالتجربة أنه كلما وقع البحث في هذا السنخ من المسائل الأساسية الموجبة لوعي المسلمين ورشدهم السياسي، وانتشر فيها مصنف، سعى عملاء الاستعمار في إشاعة الدعايات المسمومة، وفي إفساد الجو والبيئة على المصنف والمصنف. فأوصي الإخوان من الفضلاء الكرام والأعزة الأعلام أن لا يصدهم هذا النوع من الضوضاء عن العمل بالوظائف العلمية، وأن لا يبادروا إلى الاعتراض والمناقشة في مطلب أو جملة من هذا الكتاب إلا بعد الإحاطة بجميع أبوابه وفصوله، فإن المباحث والمطالب فيه متشابكة ومرتبطة غاية الارتباط، وربما أبدينا نظرا في مقام وأقمنا الدليل عليه في باب آخر، وربما نذكر أمرا إيرادا واحتمالا لا جزما واعتقادا. ولا تنضج المطالب ولا يبرهن عليها إلا خلال الإيرادات والردود.
6 - ضرورة الحكومة:
إعلم أن من أهم الأمور الضرورية للبشر وجود النظام الاجتماعي