الفصل الرابع في ذكر الروايات التي ربما توهم وجوب السكوت في عصر الغيبة وعدم التدخل في الشؤون السياسية وفي الحقيقة تعد هذه الأخبار معارضة لما ذكرناها دليلا على وجوب السعي في إقامة الدولة العادلة. فلنتعرض لها ونبين المراد منها:
الأولى: صحيحة عيص بن القاسم، قال: سمعت أبا عبد الله يقول: " عليكم بتقوى الله وحده لا شريك له. وانظروا لأنفسكم... فأنتم أحق أن تختاروا لأنفسكم، إن أتاكم آت منا فانظروا على أي شئ تخرجون، ولا تقولوا: خرج زيد، فإن زيدا كان عالما وكان صدوقا، ولم يدعكم إلى نفسه، وإنما دعاكم إلى الرضا من آل محمد (صلى الله عليه وآله) ولو ظفر لوفى بما دعاكم إليه، إنما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه، فالخارج منا اليوم إلى أي شئ يدعوكم؟ إلى الرضا من آل محمد (صلى الله عليه وآله)؟ فنحن نشهدكم إنا لسنا نرضى به، وهو يعصينا اليوم وليس معه أحد، وهو إذا كانت الرايات والألوية أجدر ألا يسمع منا. إلا من اجتمعت بنو فاطمة معه، فوالله ما صاحبكم إلا من اجتمعوا عليه، إذا كان رجب فأقبلوا على اسم الله، وإن تتأخروا إلى شعبان فلا ضير، وان أحببتم أن تصوموا في أهاليكم فلعل ذلك