ولعل أكثر موارد الحبس في عصر النبي (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) من قبيل القسم الثالث أو الرابع.
الخامسة - في إشارة إجمالية إلى موارد الجمع بين الحبس وبعض العقوبات الأخر:
قد ظهر أن للحبس أربعة أقسام: أما القسمان الأولان، أعني ما يقع بداعي العقوبة حدا أو تعزيرا، فيجوز بل قد يجب أن يضاف (1) إليه بعض العقوبات الأخر من القيد والغل والضرب قبل الحبس أو في الحبس، والتضييق في المأكل والمشرب وزيارة الأهل والعيال والإخوان وسائر الإمكانات إذا رأى الحاكم العادل البصير به وبنفسياته دخل هذه الأمور في تنبهه وفي إصلاحه وتهذيبه. وقد ورد أخبار ذكر فيها العقوبات المكملة للحبس، منها:
1 - عن أبي عبد الله (عليه السلام) في المرتدة عن الإسلام، قال: " لا تقتل، وتستخدم خدمة شديدة، وتمنع الطعام والشراب إلا ما يمسك نفسها وتلبس خشن الثياب، وتضرب على الصلوات " (2).
2 - وفي خبر أبي مريم، قال: " أتي أمير المؤمنين (عليه السلام) بالنجاشي الشاعر قد شرب الخمر في شهر رمضان، فضربه ثمانين، ثم حبسه ليلة، ثم دعا به من الغد فضربه عشرين، فقال له: يا أمير المؤمنين، هذا ضربتني ثمانين في شرب الخمر،