ذلك لتركته انحطاطا لله - سبحانه - عن تناول ما هو أحق به من العظمة والكبرياء، وربما استحلى الناس الثناء بعد البلاء فلا تثنوا علي بجميل ثناء لاخراجي نفسي إلى الله وإليكم من التقية في حقوق لم أفرغ من أدائها وفرائض لابد من إمضائها، فلا تكلموني بما تكلم به الجبابرة، ولا تتحفظوا مني بما يتحفظ به عند أهل البادرة، ولا تخالطوني بالمصانعة، ولا تظنوا بي استثقالا في حق قيل لي ولا التماس إعظام لنفسي، فإنه من استثقل الحق أن يقال له أو العدل أن يعرض عليه كان العمل بهما أثقل عليه، فلا تكفوا عن مقالة بحق أو مشورة بعدل، فإني لست في نفسي بفوق أن أخطئ ولا آمن ذلك من فعلي إلا أن يكفي الله من نفسي ما هو أملك به مني فإنما أنا وأنتم عبيد مملوكون لرب لا رب غيره، يملك منا ما لا نملك من أنفسنا " (1) وغير ذلك من الروايات.
سيرة الإمام مع الأعداء:
1 - عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: " إن رسول الله أتى باليهودية التي سمت الشاة للنبي (صلى الله عليه وآله) فقال لها: ما حملك على ما صنعت؟ فقالت: قلت: إن كان نبيا لم يضره وإن كان ملكا أرحت الناس منه. قال؛ فعفا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عنها " (2).
2 - سيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله) في فتح مكة ومعاملته مع رؤساء الكفار والمشركين بعدما غلب عليهم، من أهم الوقائع التي ترشدنا إلى ما ينبغي أن يكون عليه إمام المسلمين من سعة الصدر وكثرة الإغماض والعفو في قبال الأعداء بعد أن أظفره الله عليهم (3).