كان عليه على أساس موازين الإسلام. بداهة أن الحكام غير المعصومين يكثر منهم صدور الهفوات والأخطاء والمزالق، ولا سيما من عمالهم، فالحكم بالانعزال القهري أو الخروج عليهم، بل العصيان والتخلف عن أوامرهم المشروعة بلا ضابطة معينة يكون مخلا بنظام المسلمين ووحدتهم ويوجب الفوضى والهرج والمرج وإراقة الدماء وإثارة الفتن في كل صقع وناحية، في كل يوم بل في كل ساعة.
بل يمكن الخدشة في صدق عنوان الفاسق أو الجائر أو الظالم على هذا الشخص، إذ المتبادر من هذه العناوين هو الوصف الثبوتي والملكة، لا صدور المبدأ، فالظاهر في هذه الموارد بقاء المنصب المفوض إليه ووجوب النصح والإرشاد، ووجوب إطاعتهم فيما يرتبط بشؤون الأمة من التكاليف وإن لم تجز في الجور والمعصية كما مر.
وأما إذا انحرف الحاكم انحرافا أساسيا عن موازين الإسلام والعدالة (1)