اسم إلهي إلى متعلقة غالبا وإن كان لغيره فيه حكم وقد تقدم الكلام في مثل هذا ومتعلقة موجود ما أو حكم في موجود ثم ربط الوجود بعضه ببعضه بين فاعل ومنفعل وجوهر وعرض ومكان وزمان وإضافة وغير ذلك من تقاسيم الأشياء فيه والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (الفصل التاسع والثلاثون) في النقل في الأنفاس اعلم أن المراد بالنقل أن ينقل حكم الآخر إلى الأول ويجعل محله من الأول آخرا وقد كان في الآخر أولا ويزيل من الآخر عين ما ظهر فيه هذا الحكم والعين واحدة فإنه قال هو الأول والآخر والهوية واحدة العين وانتقل الحكم من آخر إلى أول في عين واحدة ولا يكون هذا النقل الخاص في هذا الباب إلا نقل الموجود من حال شدة إلى حال رخاء ومن عسر إلى يسر فالنقل تسهيل طريق إلى وجود الرحمة وهذا النقل يظهر في ثلاث مراتب المرتبة الأولى أن يظهر في الصور الممثلة على صورة المحسوس فيكون لها حكم المحسوسات وليست بمحسوسات وهي من وجه محسوسات فينتقل إليها ذلك الحكم ليعلم أن للظهور في صورة ما من الموجود المنزه عن التأثير حكم الصورة التي ظهر فيها فانتقل الحكم إلى الذي كان لا يقبله قبل هذا لظهوره بالصورة التي هذا الحكم لها كما انتقل حكم البشر إلى الروح لما ظهر بصورة البشر فأعطى الولد الذي هو عيسى وليس ذلك من شأن الأرواح ولكن انتقل حكم الصورة إليها بقبوله للصورة فمن ظهر في صورة كان له حكمها ومن هنا تعرف مرتبة الإنسان الكامل الذي خلقه الله على صورته ولتلك الصورة حكم فتبع الحكم الصورة فلم يدع الألوهية لنفسه أحد من خلق الله إلا الإنسان الذي ظهر بأحكام الأسماء والنيابة فكان ملكا مطاعا كفرعون وغيره وقد يظهر حكم النقل في مرتبة المعرفة وهي المرتبة الثانية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرف نفسه عرف ربه وذلك بنقل الحكم الذي كان لنفسه إلى ربه لما علم أنه ما في الوجود إلا الله والمرتبة الثالثة الانتقال في جميع المراتب فينتقل حكم المنزلة للنازل فيها كانت المنزلة ما كانت مما تحمد أو تذم وإذا انتقل الحكم انتقل الحكم فيها بحسب ما تقرر في العرف والوضع العادي والشرعي ألا ترى الروح الجني إذا لبس صورة الحية والحكم فيها منا القتل قتلناه لصورته ولو علمنا أنه جان ما قتلناه كما انتقل حكم الصورة في الجان فحكمت عليه أنه حية عاملناه فحكمنا في تلك الصورة روينا حديثا عن شخص من جن وفد نصيبين الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهؤلاء الوفد من الجن لما كان لهم الظهور في أي صورة شاءوا فحكم عليهم إنه من تصور في غير صورته فقتل فلا عقل فيه ولا قود فإنه من قتل حية أو عقربا لا يقتل به ولا تؤخذ فيه دية فمن ظهر في صورة من هذا حكمه انسحب عليه هذا الحكم (الفصل الأربعون) في الجلي والخفي من الأنفاس فالجلي ما ظهر والخفي ما استتر ولا يكون الاستتار والخفاء إلا في الأمثال وأما في غير الأمثال فلا لأن غير المثل لا يقبل صورة من ليس مثله ألا ترى قوله عليه السلام حين قال إن الله قال على لسان عبده سمع الله لمن حمده لأنه قال فيه إنه خلقه على صورته فجعله مثلا ثم نفى أن يماثل ذلك المثل فقال ليس كمثله شئ أي ليس مثل مثله شئ فنفى أن يماثل المثل فاستتر الحق بصورة العبد في قوله سمع الله لمن حمده فإن المترجم عنه اسم مفعول يستتر بظهور المترجم اسم فاعل في باب المماثلة له فيما يطلبه من الأمور التي لا صورة لها في المترجم لهم من حيث ما يعرفها المترجم عنه في لسانه فيظهر المترجم عنه بصورة المترجم عنه المعنوية وبصورة المترجم لهم المحسوسة فيظهر بالصورتين فإنه سماه عبدا وهو عبد قائل عن حق فكان لسانه لسان حق في قوله سمع الله لمن حمده وما زال عن كونه عبدا في ذلك فالله تعالى يظهرنا وقتا ويستر نفسه فيما هو له ووقتا يظهر نفسه ويسترنا بحسب المواطن حكمة منه فالكامل من أهل الله ينظر مراد الله في الوقائع فأي عين أراد الله ظهورها أظهر وأي عين أراد الله سترها سترها والأدب يقضي بأمر كلي أن ما حسن عرفا وشرعا نسبة للحق فأظهر الحق فيه وجلاه للبصائر والأبصار وما قبح عرفا وشرعا نسبه إلى نفسه إن شاء وأظهر نفسه فيه وجلاه أو نسبه إلى الشيطان إن شاء وأظهر عين الشيطان فيه وجلاه فيكون باطنه حقا لقوله فألهمها فجورها وتقواها وكل من عند الله ولكن مع هذا كله لا بد إن لم يكن مثلا يصيره مثلا وحينئذ يستره وإلا فما يستتر فإنه ما ثم مثل إلا الإنسان فهو يقبل الاستتار وما عدا الإنسان فلا يقبله فإنه ليس بمثل فإذا أردت أن تستره
(٤٧٠)