نعم، كون المراد من المراسيل في عبارته ما هو المصطلح عليه، غير واضح، فعله يريد المقطوعة، وهي ما يكون مسندا إلى الراوي الأخير، دون ما لا يكون مسندا أصلا.
هذا مع أن هذه الرواية من مراسيل ابن المغيرة وابن أبي عمير، فربما يكون ما هو الحجة هي الصورة الأخيرة، لا مطلق الصور، فليتدبر.
ويمكن دعوى عدم ثبوت الاعراض الموهن، لما عرفت منا مرارا: أن الرواية إذا كانت صريحة أو ظاهرة في أمر، وكانت بمرأى ومنظر من المجمعين، وأعرضوا عنها، فهي الموهونة، ولكنها إذا كانت قابلة للجمع مع سائر ما ورد، فلا يثبت الوهن، لجمعهم بينها وبين غيرها في المدلول، وفيما نحن فيه الأمر كذلك.
ثانيها: مرسلة ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الكر من الماء الذي لا ينجسه شئ ألف ومائتا رطل (1).
وفي المقنع مرسلا نحوه، قال: وروي... إلى آخره (2).
والاشكال في السند بما مضى قد اتضح.
وهنا خصوصية أخرى قد تعرض لها المتضلع النوري في الخاتمة، وهو قوله: عن بعض أصحابنا أو أصحابه (3) فإنه ظاهر في أنه من الذين في رتبته فقها وحديثا، دينا ومذهبا وعملا، أو أدنى منه