السلطان في خبر تفصيله ومهر في علم المنطق وألف فيه المؤلفات الكثيرة وتقدم في معرفة الرجال وألف فيه المطولات والمختصرات الا ان بعض مؤلفاته فيه فقد ولم يعرف له غير الخلاصة وتميز في علم الحديث وتفنن في التاليف فيه وفي شرح الأحاديث ولكن فقدت مؤلفاته في الحديث ومهر في علم التفسير وألف فيه وفي الأدعية المأثورة وفي علم الاخلاق وتربى على يده من العلماء العدد الكثير وفاقوا علماء الاعصار وهاجر اليه الشهيد الأول من جبل عامل ليقرأ عليه فوجده قد توفي فقرأ على ولده تيمنا وتبركا لا حاجة وتعلما ولذلك قال ولده استفدت منه أكثر مما استفاد مني وبالجملة فالعبارة تقصر عن استيفاء حقه واستقصاء وصف فضله فلنكتف بهذا المقدار ولنذكر ما قاله في ذلك العلماء. قال معاصره الحسن بن داود في رجاله: الحسن بن يوسف بن مطهر الحلي شيخ الطائفة علامة وقته صاحب التحقيق والتدقيق كثير التصانيف انتهت رياسة الإمامية اليه في المعقول والمنقول مولده سنة 648. وقال الأمير مصطفى التفرشي في كتابه نقد الرجال: الحسن بن يوسف بن علي بن مطهر أبو منصور الحلي ثم ذكر ما قاله ابن داود في حقه ثم قال ويخطر ببالي ان لا أصفه إذ لا يسع كتابي هذا ذكر علومه وتصانيفه وفضائله ومحامده وان كل ما يوصف به الناس من جميل وفضل فهو فوقه له أزيد من سبعين كتابا في الأصول والفروع والطبيعي والالاهي وغيرها نور الله ضريحه وضريح أبيه وابنه وجزاه الله تعالى أفضل جزاء المحسنين مات ليلة السبت 11 المحرم سنة 726 ودفن بالمشهد المقدس الغروي على ساكنه من الصلاة أفضلها ومن التحية اكملها انتهى وستعرف ان مؤلفاته أزيد من مائة. وفي منهج المقال: الحسن بن علي بن مطهر أبو منصور العلامة الحلي مولدا ومسكنا محامده أكثر من أن تحصى وأشهر من أن تخفى انتهى.
وفي أمل الآمل: الشيخ العلامة جمال الدين أبو منصور الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر فاضل عالم علامة العلماء محقق مدقق ثقة فقيه محدث متكلم ماهر جليل القدر عظيم الشأن رفيع المنزلة لا نظير له في الفنون والعلوم العقليات والنقليات وفضائله ومحاسنه أكثر من أن تحصى انتهى وفي رياض العلماء: الشيخ الأجل جمال الدين أبو منصور الحسن ابن الشيخ سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر الحلي قدس سره الامام الهمام العالم العامل الفاضل الكامل الشاعر الماهر علامة العلماء وفهامة الفضلاء أستاذ الدنيا المعروف فيما بين الأصحاب بالعلامة عند الاطلاق والموصوف بغاية العلم ونهاية الفهم والكمال في الآفاق وكان ابن أخت المحقق وكان آية الله لأهل الأرض وله حقوق عظيمة على زمرة الامامية والطائفة المحقة الاثني عشرية لسانا وبيانا وتدريسا وتأليفا وقد كان رضي الله عنه جامعا لأنواع العلوم مصنفا في اقسامها حكيما متكلما فقيها محدثا أصوليا أديبا شاعرا ماهرا وقد رأيت بعض أشعاره ببلدة أردبيل وهي تدل على جودة طبعه في أنواع النظم وكان وافر التصنيف متكاثر التاليف اخذ واستفاد من جم غفير من علماء عصره من العامة والخاصة وتتلمذ عليه واستفاد منه جمع كثير من فضلاء وقته من الخاصة بل ومن العامة كما يظهر من إجازات علماء الطرفين. وعن بعض تلاميذ الشيخ علي الكركي في رسالته المعمولة لذكر أسامي المشايخ أنه قال ومنهم الشيخ البحر القمقام والأسد الضرغام العلامة جمال الدين الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي صاحب التصانيف الكثيرة والمؤلفات الحسنة التي تنيف على المئتين.
وقال المولى نظام الدين القرشي في كتابه نظام الأقوال: الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر الحلي جمال الدين يكنى أبا منصور قدس الله روحه الشريف شيخ الطائفة وعلامة وقته صاحب التحقيق والتدقيق وكل من تأخر عنه استفاد منه وفصله أشهر من أن يوصف له كتب كثيرة ذكرها في الخلاصة ولد 29 من شهر رمضان سنة 648 وتوفي ليلة 11 الصواب 21 من المحرم سنة 726 ودفن في المشهد المقدس الغروي على مشرفه السلام انتهى وفي مجالس المؤمنين: العلامة جمال الدين حسن بن يوسف بن علي بن المطهر الحلي حامي بيضة الدين. وماحي آثار المفسدين. وناشر ناموس الهداية. وكاسر ناقوس الغواية. متمم القوانين العقلية. وحاوي أساليب الفنون النقلية. محيط دائرة الدرس والفتوى. مركز دائرة الشرع والتقوى. مجدد مآثر الشريعة المصطفوية. ومحدد جهات الطريقة المرتضوية. مولد العلامة ومنشاوه في دار المؤمنين الحلة اخذ الكلام والفقه والأصول العربية وسائر العلوم الشرعية عن فقيه أهل البيت الشيخ نجم الدين أبي القاسم جعفر بن سعيد وعن أبيه سديد الدين يوسف بن المطهر الحلي واخذ العلوم الحكمية عن أستاذ البشر الخواجة نصير الدين محمد الطوسي وعلي بن عمر الكاتبي القزويني الشافعي ومحمد بن محمد بن أحمد الكيشي ابن أخت قطب الدين العلامة الشيرازي وغيرهم من علماء الخاصة والعامة وانتهت اليه في زمانه رياسة الإمامية وله في ترويج مذهب أهل البيت مساع جميلة. ونقل صاحب اللؤلؤة هذا الكلام بتغيير يسير عن كتاب حياة القلوب وفي الروضات الظاهر أن الصواب محبوب القلوب الذي هو في طرف من الملح والنوادر وأحوال العلماء والأكابر تأليف الشيخ قطب الدين محمد الإشكوري أو الشكوري فإنه قال: الشيخ العلامة آية الله في العالمين جمال الملة والدين الحسن بن يوسف إلى آخر ما مر. ووصفه تلميذه الشيخ محمد بن علي الجرجاني في مقدمة شرحه لمبادي الوصول إلى علم الأصول لشيخه المذكور بقوله شيخنا المعظم وامامنا الأعظم سيد فضلاء العصر ورئيس علماء الدهر المبرز في فني المعقول والمنقول المطرز للواء علمي الفروع والأصول جمال الملة والدين سديد الاسلام والمسلمين أبو منصور حسن بن يوسف بن المطهر الحلي أدام الله ظله على كافة المسلمين لإفادة الوافدين عليه والقاطنين لديه لمحمد وآله أجمعين وفي الرياض عن بعض تلاميذ الشهيد في فائدته التي أورد فيها كيفية اخذ العلماء الامامية العلم من زمن الشهيد إلى أن ينتهي إلى الله تعالى فقال إن الشهيد اخذ العلم عن الشيخ فخر الدين وهو اخذ عن والده جمال الدين الحسن بن يوسف بن المطهر وهو فريد العصر ونادرة الدهر له من الكتب المصنفة في العلوم المختلفة ما لم يشتهر عن غيره لا سيما في الأصول الالاهية فإنه قد فاق فيها الغاية وتجاوز النهاية وله في الفقه والتدريس كل كتاب نفيس أكبرها التذكرة واصغرها التبصرة وما بين ذلك كالتلخيص والارشاد والتحرير والقواعد ومنتهى المطلب ومختلف الشيعة وله في معرفة الرجال كتابان وله في الأحاديث وأصول الفقه وسائر العلوم كتب وهو اخذ عن والده سديد الدين يوسف الحلي وهو اخذ عن شيخه أبي القاسم نجم الدين جعفر بن سعيد الخ واعترضه في الرياض بان والده العلامة لم يأخذ عن المحقق والذي اخذ عن المحقق هو العلامة نفسه انتهى وهو ابن أخت المحقق الحلي وخال السيدين عميد الدين وضياء الدين. وفي الرياض اما جعل السيد عميد الدين سبط العلامة كما اعتقده الشيخ نعمة الله بن خاتون في اجازته للسيد ابن شدقم المدني فهو سهو ظاهر بل هو سبط والده انتهى.