عنه أكثر العلوم وقطف أزهار الفضائل من أهل الكمالات وفاق على أمثاله ورقى أعلى درجات الكمال مع تقوى وعفاف وصيانة وزهد وورع وعبادة تابعا لآثار آبائه حسن الاخلاق عذب الكلام لين الجانب سريع الرضا بعيد الغضب يكرم جليسه ويقبل عذر من جنى عليه يتألف أصحابه بالمودة ويقضي حوائجهم ويعينهم بماله وجاهه عند الشدة تولى منصب النقابة بعد والده ثم عزفت نفسه عنها فخلع نفسه منها تورعا منه وزهدا ثم إنه اختار السفر بعد المشورة والاستخارة فسافر من المدينة المنورة ثاني شعبان سنة 962 سيأتي ان سفره سنة 966 قاصدا سلطان الدكن واحمدآباد السلطان حسين نظامشاه بن برهان نظام شاه فانعم عليه بأجزل النعم الجسام ثم رحل إلى شيراز فأقام بها مدة مشتغلا بالعلوم ثم توجه إلى زيارة ثامن الأئمة الرضا ع وفي ذي القعدة سنة 964 قابل الشاه طهماسب بن إسماعيل الأول الصفوي فاجرى عليه النعم الجسام ثم طلبه السلطان حسين نظامشاه فاجابه لذلك فلما وصل إلى الهند امر السلطان أركان الدولة والأعيان باستقباله ثم زوجه أخته فتح شاه المنذورة.
وقال السيد ضامن في الموضع الثاني من كتابه.
السيد حسن المؤلف بن علي بن حسن بن علي بن شدقم بن ضامن بن محمد بن عرمة بن مكيثة بن شبانة بن حمزة بن علي بن عبد الواحد الحسيني المدني.
مولده سنة 942 بالمدينة المنورة وبها نشا قرأ على والده العلوم واغتنم باكتسابه أكثر الفضائل وقارن بعلومه كل عالم وفاضل وفاق على أقرانه وتفرد بالمعارف عن أهل زمانه في عفافه وصيانته وصلاحه وبلاغته وفصاحته نظم وألف ودرس فمن تصانيفه زهر الرياض وزلال الحياض أربعة مجلدات وغيره تولى النقابة بعد والده ثم استعفى منها ودخل الهند ثاني شعبان سنة 962 وافدا على سلطانها حسن حسين نظام شاه ابن نظام شاه ثم جذبه الشوق إلى تقبيل أعتاب أجداده الأئمة الأبرار وقابل سلطان العراقين الشاه طهماسب الموسوي الحسيني فأعزه وأكرمه ثم توجه إلى زيارة الإمام علي بن موسى الرضا ع وقرأ على عدة مشايخ وذكرهم وحصل علوما شتى فلما اشتهر علمه وفضله وعلو رتبته وكمال عقله سمع به السلطان حسين شاه بن برهان نظام شاه فأرسل اليه يطلبه لتزويج كريمته المنذورة من والدها فلما وصل إلى قريب البلاد امر أعيان وزرائه باستقباله وقابله بأحسن اللقاء وانعم عليه بأجزل العطاء ثم زوجه بأخته المنذورة له من والده وكان المترجم على الزهد والورع والعفاف والتمس من السلطان العفو عن الرعايا وعدم اخذ العشور والمكوس ثم إن السلطان حسين نظام شاه مات فعاد المترجم بأولاده وأمهم وجدتهم بيبي آمنة ثم عاد إلى الهند بأم زوجته بيبي آمنة بعد موت زوجته فتح شاه بالمدينة المنورة وأوقفت آمنة بيبي للسيد حسن وأولاد بنتها في كل عام على الدوام اثني عشر ألفا من الذهب الجديد غير ما ترسل إليهم من الصلات والهدايا من السلطان وأركان الدولة وذلك في زمن سلطانها شاه مرتضى بن حسين نظام شاه بن نظام شاه ثم عاد إلى الهند واقام بها تمام عمره على ما سبق من جميع الحالات المعهودة حتى أنه كان إذا دخل على السلطان نزل عن سريره واجلسه إلى جنبه وكذلك كان أبوه حسين شاه ولم يتعلق بأمور الدولة والديوان وتوفي رحمه الله بأرض الدكن ودفن بها 14 صفر 999 ثم نقله ولده الأصغر حسين بوصية منه وقبر مع زوجته في البقيع وعمره إذ ذاك 57 سنة ووقف في المدينة المنورة بجزء العالية نخلا كثيرا يخرج مغله على حجتين كل عام عنه وعن زوجته وأوقف أوقافا عديدة منها بيت لا يسكنه الا من يقرئ القرآن أو طالب علم وللبيت أوقاف أخرى نخيل وأوقف أوقافا على نعوش والتها اه. وقال صاحب المدارك في اجازته له المنقولة في الرياض وبعد فإنه لما اتفق لهذا الضعيف حج بيت الله الحرام وزيارة النبي والأئمة عليه وعليهم أفضل السلام وتشرفت بالاجتماع بعلي حضرة المولى الاجل الأكرم السيد الأمجد الأعظم ذي النفس الطاهرة الزكية والهمة الباهرة العلية والاخلاق الطاهرة الإنسية خلاصة السادة الأخيار وصفوة العلماء الأبرار السيد الحسيب النسيب الحسن بن السيد الجليل النبيل الكبير نور الدين علي المشهور بابن شدقم فوجدته ممن صرف همته العلية في تحصيل شطر من العلوم الشرعية والأدبية ويجري في أثناء مباحثتي له كثير من المباحث العلمية والفروع الشرعية وطلب من هذا الضعيف إجازة ما يجوز لي روايته فاستخرت الله تعالى وأجزت له أدام الله تعالى تأييده وأجزل من كل خير حظه ومزيده ان يروي عني جميع كتب علمائنا الماضين وفقهائنا السابقين الذين اشتملت عليهم إجازة جدي العلامة الشهيد الثاني قدس الله سره للشيخ الجليل حسن بن عبد الصمد الحارثي قدس سره خصوصا الكتب الأربعة وساق الكلام إلى أن قال فليرو المولى الاجل ذلك وغيره مما يدخل تحت روايتي لمن شاء وأحب تقبل الله تعالى منه بمنه وكرمه وكتب هذه الأحرف بيده الفانية الفقيرة إلى عفو الله تعالى محمد بن علي بن أبي الحسن يوم الأحد 17 المحرم الحرام من شهور سنة 987 اه. وقال الشيخ حسين بن عبد الصمد والد الشيخ البهائي في اجازته للمترجم على ما في الرياض وبعد فلما من الله تعالى علي سنة 983 بالتشرف بحج بيت الله الحرام وزيارة أشرف أنبيائه وأطائب عترته عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم السلام وكان مما تزينت به بعد ذلك الشرف وتأنيت به عن تجشم التكلف والكلف ان أنزلني في بيته المولى الاجل الأكرم والشريف الأمجد الأعظم الكريم العرق العريق الكرم القديم العلي العالي القدم غصن الشجرة العلوية بل ثمرة تلك الأغصان الحسينية الأمير الكبير السيد السند الخطير حسن بن علي بن حسن المشهور بابن شدقم فبالغ في الاحسان والاكرام وتجاوز الحد العرفي في التلطف والإنعام حتى كان كما قال بعضهم.
ونكرم جارنا ما دام فينا * وتتبعه الكرامة حيث سارا ثم إنه استجازني أدام الله توفيقه وسهل إلى بلوع آماله طريقه وكأني بإجابته قد سلمت القوس إلى باريها ورددت المياه إلى مجاريها لان أصول العلوم منهم وقد ردت إليهم وروايتها انما صدرت عنهم وقد خلفت عليهم فقد أجزت له تقبل الله اعماله وبلغه في الدارين آماله ولأولاده الثلاثة السيد محمد والسيد علي والسيد حسين ولأختهم أم الحسين متعه الله بطول بقائهم ومتعهم بطول بقائه ويسر إلى أعلى المعالي ارتفاعهم وارتقاءهم مع جميع ما اجازه لي في إجازته شيخنا الأعظم الأفخم الأوحد الأمجد الأكرم الأعلم جمال المجتهدين ووارث علوم اللائمة الهادين زين الدنيا والدين قدس الله روحه الزكية وجمع بينه وبين أحبائه في المرتبة العلية المراد به الشهيد الثاني وأجزت لهم أيضا أدام الله غوثهم وأهطل غيثهم جميع ما ألفته وأنشأته من منثور ومنظوم ومعقول ومنقول فليرووا ذلك كما شاؤوا ملاحظين شرائط الرواية بين أهل الدراية. قال ذلك بلسانه ورقم ببناه فقير رحمة ربه الغني حسين بن عبد الصمد الحارثي 19 ذي الحجة الحرام من السنة المذكورة أعلاه في مكة المشرفة زادها الله شرفا وتعظيما اه. وقال الشيخ نعمة