كالمحقق الحلي صاحب " شرايع الاسلام " أبى القاسم نجم الدين جعفر بن حسن بن يحيى بن سعيد (تولد المحقق سنة 602 وتوفى سنة 676 ه. ق) وألفوا فيه كتبا نفيسة، فمما الفه المحقق كتاب " نهج الوصول إلى معرفة الأصول " وكتاب " المعارج ".
انتقل الدور بعد المحقق إلى تلميذه وابن أخته الذي انتشر صيت علمه في الآفاق واشتهر له لقب " العلامة " على الاطلاق آية الله بالاستحقاق أبو منصور جمال الدين حسن بن يوسف بن علي بن مطهر (648 - 726 ه. ق) فاحكم أساس البحث والنظر، ونظر في كتب القوم ما تقدم منها وما تأخر، فهذبها وحرر. أرشد العلامة إلى نهج الوصول ومنتهاه لمن أراد السلوك إلى هذه الأصول وتمناه فألف كتاب " النكت البديعة في تحرير الذريعة " وكتاب " تهذيب الوصول إلى علم الأصول " وكتاب " نهج الوصول إلى علم الأصول " وكتاب " منتهى الوصول إلى علمي الكلام والأصول " وكتاب " غاية الوصول.. " وكتاب " مبادئ الوصول إلى علم الأصول " وصادف ما كتبه العلامة في الأصول كسائر ما الفه في المعقول و المنقول اقبالا خاصا، يليق بشأنها، من العلماء الفحول ولا سيما كتابه الذي سماه " نهج الوصول.. " فقد تصدى لشرح هذا الكتاب جمع من فضلاء الأصحاب كالسيد عميد الدين عبد المطلب بن محمد الحسيني (681 - 754)، وأخيه السيد ضياء الدين عبد الله بن محمد ابني أخت العلامة وتلميذيه وشيخي الإجازة للأول من الشهيدين وكفخر المحققين أبو طالب محمد بن العلامة (682 - 771 ه. ق) و كالأمير جمال الدين عبد الله الحسيني الاسترآبادي صدر دولة السلطان الاجل الشاه إسماعيل الصفوي الأول.
وهذا الشرح الأخير على ما قال صاحب الروضات أحسن من شرح الاميدي والضيائي والفخري والمنصور (تأليف الفقيه الفاضل منصور بن عبد الله الشيرازي المشتهر ب " راستگو " والمعاصر للشهيد الثاني، وقد فرغ الشارح من تأليف هذا الشرح سنة 929 ه. ق) جمع الفقيه الاجل محمد بن مكي المشهور بالشهيد الأول (الفائز بالشهادة