تقدمت حتى قمت في مقامي ولقد مددت يدي وأنا أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه ثم بدا إلي أن لا أفعل هذا الحديث مما رواه محمد بن مسلم في كتابه.
وحكى بعضهم أنه لما رأى ص جهنم وهو في صلاة الكسوف جعل يتقي حرها من وجهه بيده وثوبه ويتأخر عن مكانه ويتضرع ويقول ألم تعدني يا رب أنك لا تعذبهم وأنا فيهم حتى حجبت عنه.
أراد قوله تعالى و ما كان الله ليعذبهم و أنت فيهم و ما كان الله معذبهم و هم يستغفرون.
وروي أيضا عن بعضهم أنه ص صلى لنا يوما الصلاة ثم رقى المنبر فأشار بيده قبل قبلة المسجد فقال: قد رأيت الآن مذ صليت لكم الصلاة الجنة والنار ممثلتين في قبل هذا الجدار فلم أر كاليوم في الخير والشر. رواه البخاري.
وأما النار فالمشهور في ألسنة الجمهور أنها في الأرض السابعة. ومن الأخبار ما يدل على أنها في السماء كما ذكرنا عن مجاهد والضحاك في تفسير قوله و في السماء رزقكم و ما توعدون وكما يروى في حديث المعراج أنه ص رأى في السماء الدنيا مالكا خازن النار وفتح له طريقا من طرق النار لينظر إليه حتى أرتقي إليه من دخانها وشررها وما عن يساره من الباب. ومن الأخبار ما يدل على أنها في البحر.
منها ما روي عن أمير المؤمنين ع أنه سأل يهوديا أين موضع النار في كتابكم قال: في البحر قال ع: ما أراه إلا صادقا لقول تعالى: و البحر المسجور.
ويروى أيضا في التفاسير أن البحر المسجور هو النار.
ومنها ما روي عن بعض علماء العامة في مستنده عن رسول الله ص أنه قال البحر هو جهنم.
ومنها ما يروي عبد الله بن عمر قال قال رسول الله: لا يركبن رجل بحرا إلا غازيا أو