أعيدوا إلى طرطاووس ولم يزل ذلك دأبهم إلى أن يرضى عنهم خصومهم.
والذين كانت سيرتهم فاضلة يتخلصون من هذه المواضع من هذه الأرض ويستريحون من المحابس ويسكنون الأرض النقية.
يدل على التهاب النيران فيه وكأنه يعني به البحر أو قاموسا فيه دردور.
قال المترجم: طرطاووس شق كبير وأهوية تسيل إليه الأنهار. على أنه يصفه بماء ومن الأخبار ما يدل على أنها في هذه الأرض بعينها كحديث وادي الذي ذكرناه من قبل.
ومن الأخبار ما يدل على أن بعض جهنم في الأرض كما روي عن قتادة في قوله تعالى: أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم قال والله ما تنهار أن وقع في النار.
وروي عن جابر بن عبد الله قال رأيت الدخان يخرج من أرض ضرارة ويقال إنه حضرموت بقعة منها. ويقرب من هذا حديث برهوت المروي عن أمير المؤمنين ع قال: أبغض البقاع إلى الله وادي برهوت فيه أرواح الكفار وفيه ماؤه أسود منتن يأوي إليه أرواح الكفار.
وذكر رجل أنه بات في وادي برهوت فسمع طول الليل يا دومة فذكر ذلك رجل من أهل العلم فقال الملك الموكل بأرواح الكفار اسمه دومة.
وحكى الأصمعي عن رجل من حضرموت أنه قال نجد من ناحية برهوت رائحة فظيعة منتنة جدا فيأتينا بعد ذلك خبر موت عظيم من علماء الكفار.
وبعض هذه الأخبار وإن كانت في أرواح الكفار من غير تعرض بذكر النار إلا أنه متى ضممناها إلى قوله تعالى: النار يعرضون عليها غدوا و عشيا استصحبت في الحكم النار على وجه أظهر والله أعلم.
ومن الأخبار ما يدل على أن لها كونا في ظاهر الأرض في بعض الأوقات