صنعتم فأخبروه فقال حجبتم عن محمد ص يوم القيامة لن أجامعكم على أمر أبدا ومنها أنه لما أدخل السبايا والرؤوس على يزيد كان عنده يحيى هذا فقال:
لهام بجنب الطف أدنى قرابة * من ابن زياد العبد ذي الحسب الوغل سمية أمسى نسلها عدد الحصى * وبنت رسول الله ليس لها نسل فضرب يزيد في صدره وقال أسكت وفي رواية انه أسر اليه وقال سبحان الله في هذا الموضع ما يسعك السكوت.
وفي الأغاني: نسخت من كتاب ابن حبيب قال ابن الأعرابي:
اصطحب العجير وشاعر من خزاعة إلى المدينة فقصد الخزاعي الحسن بن الحسن بن علي ع وقصد العجير رجلا من بني عامر بن صعصعة كان قد نال سلطانا فأعطى الحسن بن الحسن الخزاعي وكساه ولم يعط العامري العجير شيئا فقال العجير:
يا ليتني يوم حزمت القلوص له * يممتها هاشميا غير ممذوق محض النجار من البيت الذي جعلت * فيه النبوة يجري غير مسبوق لا يمسك الخير إلا ريث يسأله * ولا يطاعم عند اللحم في السوق فبلغت أبياته الحسن فبعث إليه بصلة إلى محلة قومه وقال له قد أتاك حظك وان لم تتصد له. وفي الأغاني أيضا قال عبد الله بن محمد الجعفري كان ابن هرمة كما حدثني أبي يشرب وهو وأصحاب له بشرف السيالة عند سمرة بالشرف يقال لها سمرة جرانة فنفذ شرابهم فكتب إلى حسن بن حسن بن علي يطلب نبيذا وكتب إليه بهذين البيتين:
إني استحيتك أن أفوه بحاجتي * فإذا قرأت صحيفتي فتفهم وعليك عهد الله ان أنباته * أهل السيالة إن فعلت وإن لم فلما قرأ حسن رقعته قال: وأنا على عهد الله إن لم أخبر به عامل السيالة، آمني يطلب الدعي الفاعل نبيذا؟ وكتب إلى عامل السيالة أن يجئ إليه فجاء لوقته فقال له إن ابن هرمة وأصحابه السفهاء يشربون عند سمرة جرانة فأخرج فخدهم فخرج إليه العامل باهل السيالة وأنذر بهم ابن هرمة فسبقهم هربا وتعلق هو وأصحابه بالجبل ففاتوهم وقال في حسن:
كتبت إليك أستهدي نبيذا * وأدلي بالجوار وبالحقوق فخبرت الأمير بذاك غدرا * وكنت أخا مفاضحة وموق ومر هذا الخبر في ترجمة إبراهيم في الجزء الخامس باختصار وفي الأغاني بسنده أنه جاء عبد الله بن عمر بن عبد الله العقيلي إلى سويقة وهو طريق بني العباس بعقب أيام بني أمية وابتداء خروج ملكهم إلى بني العباس فقصده عبد الله والحسن ابنا الحسن فاستنشده عبد الله شيئا من شعره فأنشده فقال له أريد أن تنشدني شيئا مما رثيت به قومك فأنشده أبياتا من جملتها:
تقول إمامة لما رأت * نشوزي عن المضجع الأنفس أبي ما عراك فقلت الهموم * منعن أباك فلا تلبسي لفقد العشيرة إذ نالها * سهام من الحرب لم تباس فصرعاهم في نواحي البلاد * تلقى بأرض ولم ترمس كريم أصيب وأثوابه * من العار والذم لم تدنس أفاض المدامع قتلى كرا * وقتلى ببكة لم ترمس وقتلى بوج وباللابتين * من يثرب خير ما أنفس وبالزابيين نفوس ثوت * وقتلى بنهر أبي فطرس أولئك قوم تداعت بهم * نوائب من زمن متعس أذلت قيادي لمن رامني * والزقت الرغم بالمعطس فما أنس لا أنس قتلاهم * ولا عاش بعدهم من نسي فبكى محمد بن عبد الله بن حسن فقال له عمه الحسن بن حسن بن علي ع أتبكي على بني أمية وأنت تريد ببني العباس ما تريد فقال والله يا عم لقد كنا نقمنا على بني أمية ما نقمنا فما بنو العباس إلا أقل خوفا لله منهم وإن الحجة على بني العباس لأوجب منها عليهم ولقد كانت للقوم مكارم وفواضل ليس لأبي جعفر فوثب حسن وقال أعوذ بالله من شرك وبعث إلى أبي عدي بخمسين دينارا وامر له عبد الله بن حسن بمثلها وأمر له كل واحد من محمد وإبراهيم ابنيه بخمسين خمسين وبعثت إليه أمهما هند بخمسين دينارا وكانت منفعته بها كثيرة فقال أبو عدي في ذلك:
أقام ثوي بيت أبي عدي * بخير منازل الجيران جارا تقوض بيته وجلا طريدا * فصادف خير دور الناس دارا وإني نزلت بدار قوم * ذكرتهم ولم أذمم جوارا فقالت هند لعبد الله وابنيها منه أقسمت عليكم إلا أعطيتموه خمسين دينارا أخرى فقد أشركني معكم في المدح فاعطوه خمسين دينارا أخرى عن هند.
. وأورد ابن عساكر في تاريخه أخبارا له غير ما مر تتضمن أقوالا له موجهة إلى شيعة جده الذين سماهم صاحب الكتاب بالرافضة على العادة الشنيعة لا نشك في أنها مكذوبة عليه ساق إلى وضعها الهوى والغرض مثل نسبتهم إلى الغلو وعيبهم بالتقية ونسبة أبوي النبي ص إلى أنهما ماتا على الكفر وروى هذا الأخير عن ابن حجر في تهذيب التهذيب، ومثل إنكار النص على أمير المؤمنين ع وإنكار دلالة من كنت مولاه فعلي مولاه على ذلك وإن عليا ع لو كان منصوبا للخلافة لكان أول من ترك أمر الله وأمر رسوله مع أن هارون ع يقول إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني وموسى ع يقول ففررت منكم لما خفتكم ولوط ع يقول لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد ومحمد ص يعبد ربه سرا بمكة سنين خوفا من قومه ثم يهرب منهم ليلا إلى المدينة. إلى غير ذلك مما علم مخالفته للواقع ولسيرة أهل البيت وطريقتهم فلذلك أعرضنا عن نقله وأشرنا إليه إجمالا. وروى ابن سعد في الطبقات أكثر هذا الذي رواه ابن عساكر. وروى صاحب الأغاني مزاحا له مع أشعب يجده من أراده.
ما روي من طريقه قال ابن عساكر: روى عن جده ان رسول الله ص قال من عال أهل بيت من المسلمين يومهم وليلتهم غفر الله ذنوبه. وبسنده عنه عن أبيه عن جده ان رسول الله ص قال حيثما كنتم فصلوا علي فان صلاتكم تبلغني. وبسنده عنه عن أبيه الحسن انه رأى رجلا وقف على البيت الذي فيه قبر رسول الله ص يدعو ويصلي عليه فقال حسن للرجل لا تفعل فان رسول الله ص قال لا تتخذوا بيتي عيدا ولا تجعلوا بيوتكم قبورا وصلوا علي حيثما كنتم فان