بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين الغر الميامين هداة الخلق وأعلام الحق.
كتاب الحج الذي هو من أعظم شعار الاسلام، وأفضل ما يتقرب به الأنام إلى الملك العلام، لما فيه من إذلال النفس وإتعاب البدن، وهجران الأهل والتغرب عن الوطن، ورفض العادات وترك اللذات والشهوات، والمنافرات والمكروهات، وإنفاق المال وشد الرحال، وتحمل مشاق الحل والارتحال ومقاساة الأهوال، والابتلاء بمعاشرة السفلة والأنذال، فهو حينئذ رياضة نفسانية وطاعة مالية، وعبادة بدنية، قولية وفعلية، وجودية وعدمية، وهذا الجمع من خواص الحج من العبادات التي ليس فيها أجمع من الصلاة، وهي لم تجتمع فيها ما اجتمع في الحج من فنون الطاعات، ومن هنا ورد " أن الحج المبرور لا يعدله شئ ولا جزاء له إلا الجنة " (1) و " أنه أفضل من عتق سبعين رقبة " (2) بل قال