يتولونكم ليس لهم تلك الأمانة ولا الوفاء ولا الصدق قال فاستوى أبو عبد الله عليه السلام جالسا وأقبل على كالغضبان ثم قال لا دين لمن دان بولاية امام جائر ليس من الله ولا عتب على من دان بولاية امام عادل من الله قال قلت لا دين لأولئك ولا عتب على هؤلاء فقال نعم لا دين لأولئك ولا عتب على هؤلاء ثم قال اما تسمع لقول الله (الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور) يخرجهم من ظلمات الذنوب إلى نور التوبة والمغفرة لولا يتهم كل امام عادل من الله قال الله (والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات) قال قلت أليس الله عنى بها الكفار حين قال (والذين كفروا) قال فقال وأي نور للكافر وهو كافر فاخرج منه إلى الظلمات انما عنى الله بهذا انهم كانوا على نور الاسلام فلما ان تولوا كل امام جائر ليس من الله خرجوا بولايتهم إياهم من نور الاسلام إلى ظلمات الكفر فأوجب لهم النار مع الكفار فقال (أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون).
139 (80) تفسير العياشي 139 ج 1 - عن مهزم الأسدي قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول قال الله تبارك وتعالى لأعذبن كل رعية دانت بامام ليس من الله وإن كانت الرعية في أعمالها برة تقية ولأغفرن عن كل رعية دانت بكل امام من الله وإن كانت الرعية في أعمالها سيئة قلت فيعفو عن هؤلاء ويعذب هؤلاء قال نعم ان الله يقول (الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور) ثم ذكر الحديث الأول حديث ابن أبي يعفور رواية محمد بن الحسين وزاد فيه فأعداء على أمير المؤمنين هم الخالدون في النار وإن كانوا في أديانهم على غاية الورع والزهد والعبادة والمؤمنون بعلي عليه السلام هم الخالدون في الجنة وإن كانوا في أعمالهم مسيئة على ضد ذلك.