أقررتم والا لأقتلنكم قالوا وإن فعلت فوكل بهم شرطة الخميس وخرج بهم إلى الظهر ظهر الكوفة وأمر أن يحفر حفرتين وحفر أحداهما إلى جنب الأخرى ثم خرق فيما بينهما كوة ضخمة شبه الخوخة (1).
فقال لهم انى واضعكم في احدى هذين القليبين (2) وأوقد في الأخرى النار فأقتلكم بالدخان قالوا وإن فعلت فإنما تقضى هذه الحياة الدنيا فوضعهم في احدى الجبين وضعا رفيقا ثم أمر بالنار فأوقدت في الجب الآخر ثم جعل يناديهم مرة بعد مرة ما تقولون فيجيبونه اقض ما أنت قاض حتى ماتوا قال ثم انصرف فسار بفعله الركبان (3) وتحدث به الناس فبينما هو ذات يوم في المسجد إذ قدم عليه يهودي من أهل يثرب قد أقر له من في يثرب من اليهود أنه أعلمهم وكذلك كانت آباؤه من قبل قال وقدم على أمير المؤمنين صلوات الله عليه في عدة من أهل بيته فلما انتهوا إلى المسجد الأعظم بالكوفة أناخوا رواحلهم ثم وقفوا على باب المسجد وأرسلوا إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه إنا قوم من اليهود قدمنا من الحجاز ولنا إليك حاجة فهل تخرج إلينا أم ندخل إليك قال فخرج إليهم وهو يقول سيدخلون ويستأنفون باليمين (4) فما حاجتكم فقال (له) عظيمهم يا ابن أبي طالب ما هذه البدعة التي أحدثت في دين محمد صلى الله عليه وآله فقال عليه السلام له وأية بدعة فقال له اليهودي زعم قوم من أهل الحجاز أنك عمدت إلى قوم شهدوا أن لا إله الا الله ولم يقروا ان محمدا رسوله فقتلتهم بالدخان.