في كثير من الثورات.
ففي حديث للصادق (عليه السلام) لفضيل " يا فضيل، شهدت مع عمي قتال أهل الشام؟ قلت: نعم، قال: فكم قتلت منهم؟ قلت: ستة، قال: فلعلك شاك في دمائهم؟
قال: فقلت: لو كنت شاكا ما قتلتهم. قال فسمعته وهو يقول: أشركني الله في تلك الدماء، مضى والله زيد عمي وأصحابه شهداء، مثل ما مضى عليه علي بن أبي طالب وأصحابه " (1).
وعلى هذا فلو فرض القول بأن قيام الإمام الحسين الشهيد كان من خصائصه ولم يجز جعله أسوة في الخروج على أئمة الجور فقيام زيد لا يختص به قطعا، لعدم خصوصية فيه وعدم كونه إماما معصوما. ولكن الفرض باطل قطعا، فإن الإمام الحسين (عليه السلام) أسوة كجده رسول الله (صلى الله عليه وآله). والإمام المجتبى أيضا قام وجاهد إلى أن خان أكثر جنده وغدروا ولم يتمكن من مواصلة الجهاد. وسائر الأئمة (عليهم السلام) أيضا لم تتحقق لهم شرائط القيام. فهم (عليهم السلام) نور واحد وطريقهم واحد، وإنما تختلف الأوضاع والظروف، فلاحظ.
وقد مر أن القيام للدفاع عن الإسلام وعن حقوق المسلمين في قبال هجوم الأعداء وتسلطهم على بلاد الإسلام وشؤون المسلمين، مما يحكم به ضرورة العقل والشرع، ولا يشترط فيه اذن الإمام.
فانظر كيف غفل المسلمون ورؤساؤهم وأغفلوا وهجم الكفار وعملاؤهم على كيان الإسلام وشؤون المسلمين السياسية والاقتصادية والثقافية، وكل يوم تسمع أخبار المجازر والغارات والاعتقالات، ورجال الملك ووعاظ السلاطين وعلماء السوء ساكتون في قبالها، وتراهم يصرفون أوقاتهم وطاقاتهم في التعيش