محل القدر ولوح القضاء. ثم ينتقش منه في القوى المنطبعة الفلكية نقوش جزئية مشخصة بأشكال وهيئات معينة مقارنة لأوقات وأوضاع معينة من لواحق المادة على ما يظهر في الخارج كما في قوله تعالى: و ما ننزله إلا بقدر معلوم..
وهذا العالم هو عالم الخيال الكلي وعالم المثال وهو لوح القدر كما أن ذلك العالم الذي هو عالم النفوس الناطقة الكلية لوح القضاء.
وكل منهما لاشتماله على صورة الوجود كله كتاب مبين على ما قال سبحانه: و لا حبة في ظلمات الأرض و لا رطب و لا يابس إلا في كتاب مبين..
إلا أن الأول لوح محفوظ هو أم الكتاب والثاني كتاب المحو والإثبات على ما قال سبحانه: يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب..
وحضور تلك الصور المعينة المقيدة بوقتها المعين هو قدر الشيء المعين الخارجي الضروري الوجود عند تحقق وقته كما قال: و ما ننزله إلا بقدر معلوم..
وهذا العالم أي عالم لوح القدر هو عالم الملكوت العمالة بإذن الله تعالى المسخرة بأمره المدبرة لأمور العالم بإعداد المواد وتهيئة الأسباب. ثم إن وجود تلك الصور الجزئية في موادها الخارجية التي أخيرة مراتب علمه تعالى كلمات الله التي لا تنفذ ولا تبيد مع أعراضها اللازمة والمفارقة التي بمنزلة الحركات الإعرابية والبنائية والمادة الكلية المشتملة عليها هي دفتر الوجود والبحر المسجور المملو بالصور كما أشير في الصحيفة القرآنية بقوله تعالى: لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي و لو جئنا بمثله مددا..
فهذه العوالم كليتها وجزئيتها كلها كتب إلهية ودفاتر سبحانية لإحاطتها بكلمات الله التامات.
فعالم العقول المقدسة