واحدة فإن قلت وما الظلمة والنور اللذان عنهما الظل والضياء قلنا النور كل وارد إلا هي ينفر الكون عن القلب والظلمة قد يطلقونها على العلم بالذات فإنه لا يكشف معها غيرها وأكثر ما يعلم هذين أرباب الأجساد فإن قلت وما الجسد قلنا كل روح أو معنى ظهر في صورة جسم نوري أو عنصري حتى يشهده السوى فإن قلت وما السوى هنا قلنا الغير الذي يتعشق بالمنصات فإن قلت وما المنصة قلنا مجلي الأعراس وهي تجليات روحانية إلية فإن قلت وما الإل قلنا كل اسم إلهي أضيف إلى ملك أو روحاني مثل جبريل وميكائيل أو عبد ال وبأيديهم الطبع والختم فإن قلت وما الطبع والختم قلنا الختم علامة الحق على القلوب العارفين والطبع ما سبق به العلم في حق كل مختص من الإلهيين فإن قلت وما الإلهية قلنا كل اسم إلهي يضاف إلى البشر مثل عبد الله وعبد الرحمن وهم الخارجون عن الرعونة فإن قلت وما الرعونة قلنا الوقوف مع الطبع بخلاف أهل الإنية فإنهم وافقون مع الحق فإن قلت وما الإنية قلنا الحقيقة بطريق الإضافة وهم المعتكفون على اللوح المشاهدون للقلم الناظرون في النون المستمدون من الهوية القائلون بالإناية الناطقون بالاتحاد لأجل الجرس فإن قلت وما هذه الألفاظ التي ذكرتها قلنا أما اللوح فمحل التدوين والتسطير المؤجل إلى حد معلوم وأما الهوية فالحقيقية الغيبية وأما النون فعالم الإجمال وأما الإنابة فقولك بك وأما القلم فعلم التفصيل وأما الاتحاد فتصيير الذاتين ذاتا واحدة فأما عبد وإما رب ولا يكون إلا في العدد وفي الطبيعة وهو حال وأما الجرس فإجمال الخطاب بضرب من القهر لقوة الوارد وهذا كله لا يناله إلا أهل النوالة فإن قلت وما النوالة قلنا الخلع التي تخص الأفراد من الرجال وقد تكون الخلع مطلقا ومع هذا فهم في الحجاب فإن قلت وما الحجاب قلنا ما ستر مطلوبك عن عينك إذا كان الحجاب مما يلي المخدع فإن قلت وما المخدع قلنا موضع ستر القطب عن الأفراد الواصلين عند ما يخلع عليهم وهو خزانة الخلع والخازن هو القطب قال محمد بن قائد الأواني رقيت حتى لم أر أمامي سوى قدم واحدة فغرت فقيل هي قدم نبيك فسكن جأشي وكان من الأفراد وتخيل أن ما فوقه إلا نبيه ولا تقدمه غيره وصدق رضي الله عنه فإنه ما شاهد سوى طريقه وطريقه فما سلك عليها غير نبيه وقيل له هل رأيت عبد القادر قال ما رأيت عبد القادر في الحضرة فقيل ذلك لعبد القادر قال صدق ابن قائد في قوله فإني كنت في المخدع ومن عندي خرجت له النوالة وسماها بعينها فسئل ابن قائد عن النوالة ما صفتها فقال مثل ما قال عبد القادر فكان أحدهما من أهل الخلوة والآخر من أهل الجلوة فإن قلت وما الخلوة والجلوة قلنا الجلوة خروج العبد من الخلوة بنعوت الحق فيحرق ما أدركه بصره والخلوة محادثة السر مع الحق حيث لا ملك ولا أحد وهناك يكون الصعق فإن قلت وما الصعق قلنا الفناء عند التجلي الرباني وهو لأهل الرجاء لأهل الخوف فإن قلت وما الرجاء والخوف قلنا الرجاء الطمع في الآجل والخوف ما تحذر من المكروه في المستأنف ولهذا يجنح إلى التولي وهو رجوعك إليك منه بعد التلقي فإن قلت وما التلقي قلنا أخذك ما يرد من الحق عليك عند الترقي فإن قلت وما الترقي قلنا التنقل في الأحوال والمقامات والمعارف نفسا وقلبا وحقا طلبا للتداني فإن قلت وما التداني قلنا معراج المقربين إلى التدلي فإن قلت وما التدلي قلنا نزول الحق إليهم ونزولهم لمن هو دونهم بسكينة فإن قلت وما السكينة قلنا ما تجده من الطمأنينة عند تنزل الغيب بالحرف فإن قلت وما الحرف قلنا ما يخاطبك به الحق من العبارات مثل ما أنزل القرآن على سبعة أحرف والحرف صورة في السبحة السوداء فإن قلت وما السبحة قلنا الهباء الذي فتح فيه صور أجسام العالم المنفعل عن الزمردة الخضراء فإن قلت وما الزمردة الخضراء قلنا النفس المنبعثة عن الدرة البيضاء فإن قلت وما الدرة البيضاء قلنا العقل الأول صاحب علم السمسمة فإن قلت وما السمسمة قلنا معرفة دقيقة في غاية الخفاء تدق عن العبارة ولا تدرك بالإشارة مع كونها ثمرة شجرة فإن قلت وما هذه الشجرة قلنا الإنسان الكامل مدبر هيكل الغراب فإن قلت وما الغراب قلنا الجسم الكل الذي ينظر إليه العقاب بوساطة الورقاء فإن قلت وما العقاب قلنا الروح الإلهي الذي ينفخ الحق منه في الهياكل كأنها أرواحها المحركة لها والمسكنة والورقاء النفس التي بين الطبيعة والعقل ودون الطبيعة هي العنقاء فإن قلت وما العنقاء قلنا الهباء لا موجود ولا معدوم على أنها تتمثل في الواقعة فإن قلت وما الواقعة قلنا ما يرد على القلب من العالم العلوي بأي طريق كان من خطاب أو مثال أو غير ذلك على يد الغوث فإن
(١٣٠)