قلت وما الغوث قلنا صاحب الزمان وواحده وقد يكون ما يعطيه على يد الياس فإن قلت وما الياس قلنا عبارة عن القبض وقد يكون ما يعطيه على يد الخضر فإن قلت وما الخضر قلنا عبارة عن البسط وهذه العطايا من بحر الزوائد فإن قلت وما الزوائد قلنا زيادات الايمان بالغيب واليقين ولها رجال مخصوصون ذكرناهم في أول الباب فإنهم موقنون هم عشرة أشخاص لا يزيدون ولا ينقصون غير أنهم قد يكون منهم نساء يوجدهم الاسم والرسم فإن قلت وما الاسم والرسم قلنا الرسم نعت يجري في الأبد بما جرى في الأزل والاسم الحاكم على حال العبد في الوقت من الأسماء الإلهية عند الوصل فإن قلت وما الوصل قلنا إدراك الفائت وهو أول الفتوح فإن قلت وما الفتوح قلنا فتوح العبارة في الظاهر وفتوح الحلاوة في الباطن وفتوح المكاشفة لتصحيح المطالعة فإن قلت وما المطالعة قلنا توقيعات الحق تعالى للعارفين ابتداء وعن سؤال منهم فيما يرجع إلى حوادث الكون وفيها أقول خرج التوقيع لي بالأمان * ولتحاذر غائلات الأماني ينقضي الدهر ولا شئ منها * حاصل قد ملكته اليدان فاشتغل بي لا تخالط سواي * فسواي شأنه غير شأني لا يغرنك عبدي المثاني * فإنا الثاني ولست بثاني يشتهي من ظل بي مستهاما * أن يراني أو يرى من رآني وأنا أقرب منه إليه * فليزل عني حكم المكان فيراني منه فيه بعيني * أن عين الغير ليست تراني والمطالعة لا تكون إلا لأهل الحرية فإن قلت وما الحرية قلنا إقامة حقوق العبودية لله تعالى فهو حر عما سوى الله لأجل الغيرة الإلهية فإن الله غيور ومن غيرته حرم الفواحش فإن قلت وما الغيرة قلنا تطلق في الطريق بإزاء ثلاثة معان غيرة في الحق لتعدي الحدود وغيرة تطلق بإزاء كتمان الأسرار والسرائر وغيرة الحق ضنته على أوليائه وهم الضنائن أصحاب الهمم فإن قلت وما الهمة قلنا تطلق بإزاء تجريد القلب للمنى وبإزاء أول صدق المريد وبإزاء جمع الهمم بصفاء الإلهام هذا عند أهل الغربة فإن قلت وما الغربة قلنا مفارقة الوطن في طلب المقصود وغربة عن الحال من حقيقة النفوذ فيه وغربة عن الحق من الدهش عن المعرفة لحكم الاصطلام فإن قلت وما الاصطلام قلنا نعت وله يرد على القلب فيسكن تحت سلطانه حذر المكر فإن قلت وما المكر قلنا إرداف النعم مع المخالفة وقد رأيناه في أشخاص وإبقاء الحال مع سوء الأدب وهو الغالب على أهل العراق وما نجا منه في علمنا إلا أبو السعود بن الشبل سيد وقته وإظهار الآيات والكرامات من غير أمر ولا حد وهي عندنا خرق عوائد لا كرامات إلا أن يقصد بها المتحدث التحدث بالنعم ولكن تمنع العارفين من مثل هذا الرهبة فإن قلت وما الرهبة قلنا رهبة الظاهر لتحقيق الوعيد ورهبة الباطن لتقلب العلم ورهبة لتحقيق أمر السبق ولكن بعد سبق الرغبة فإن قلت وما الرغبة قلنا رغبة النفس في الثواب ورغبة القلب في الحقيقة ورغبة السر في الحق وهو مقام التمكين فإن قلت وما التمكين قلنا عندنا هو التمكن في التكوين وعند الجماعة حال أهل الوصول وعدلنا نحن فيه إلى ما قلناه لقوله تعالى كل يوم هو في شأن وعدلت الجماعة إلى قوله تعالى إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا وهذه الآية أيضا تعضدنا فيما ذهبنا إليه فالتمكين في التلوين أولى فإن قلت فما التلوين قلنا تنقل العبد في أحواله وهو عند الأكثرين مقام ناقص وعندنا هو أكمل المقامات لأنه موضع التشبه بالمطلوب للإنسان وسببه الهجوم فإن قلت وما الهجوم قلنا ما يرد على القلب بقوة الوقت من غير تصنع منك عقيب البوادة فإن قلت وما البوادة قلنا ما يفجأ القلب من الغيب على سبيل الوهلة إما موجب فرح أو موجب ترح ولكن مع كونها بواده لا بد أن يتقدمها لوامع فإن قلت وما اللوامع قلنا ما ثبت من أنوار التجلي وقتين وقريب من ذلك بعد الطوالع فإن قلت وما الطوالع قلنا أنوار التوحيد تطلع على قلوب أهل المعرفة فتطمس سائر الأنوار عند ما تحكم على الأسرار اللوائح فإن قلت وما اللوائح قلنا ما يلوح للاسرار الظاهرة من السمو من حال إلى حال هذا عند القوم وعندنا هي ما يلوح للبصر إذا لم
(١٣١)