يتقيد بالجارحة من الأنوار الذاتية لا من جهة السلب وهي من أحوال أهل المسامرة فإن قلت وما السمر قلنا خطاب الحق للعارفين من عالم الأسرار والغيوب نزل به الروح الأمين على قلبك وهو خصوص في المحادثة فإن قلت وما المحادثة قلنا خطاب الحق للعارفين من عباده من عالم الملك كالنداء من الشجرة لموسى وهو فرع عن المشاهدة فإن قلت وما المشاهدة قلنا رؤية الأشياء بدلائل التوحيد وتكون أيضا رؤية الحق في الأشياء وتكون أيضا حقيقة اليقين من غير شك وهي تتلو المكاشفة وقد قيل تتلوها المكاشفة فإن قلت وما المكاشفة قلنا تحقيق الأمانة بالفهم وتحقيق زيادة الحال وتحقيق الإشارة التي تعطيها المحاضرة فإن قلت وما المحاضرة قلنا حضور القلب بتواتر البرهان وعندنا مجاراة الأسماء بينها بما هي عليه من الحقائق في وقت التخلي فإن قلت وما التخلي قلنا اختيار الخلوة والإعراض عن كل ما يشغل عن الحق طلب التجلي بالجيم فإن قلت وما التجلي قلنا ما ينكشف للقلوب من أنوار الغيوب بعد الستر فإن قلت وما لستر قلنا كل ما سترك عن ما يغنيك وقيل هو غطاء الكون وقد يكون الوقوف مع العادات وقد يكون الوقوف مع نتائج الأعمال ما لم يغلب سلطان المحق فإن قلت وما المحق قلنا فناؤك في عينه بعد تحكم السحق فإن قلت وما السحق قلنا تفرق تركيبك تحت القهر لأجل الزاجر فإن قلت وما الزاجر قلنا واعظ الحق في قلب المؤمن وهو الداعي بحكم الزمان فإن قلت وما الزمان قلنا السلطان فإنه قد يحول بينك وبين الذهاب فإن قلت وما الذهاب قلنا غيبة القلب عن حس كل محسوس بمشاهدة محبوبه كان المحبوب ما كان قبل الفصل فإن قلت وما الفصل قلنا فوت ما ترجوه من محبوبك وهو عندنا تميزك عنه بعد حال الاتحاد الذي هو نتيجة المجاهدة فإن قلت وما المجاهدة قلنا حمل النفس على المشاق البدنية ومخالفة الهوى على كل حال ولكن لا يتمكن له مخالفة الهوى إلا بعد الرياضة فإن قلت وما الرياضة قلنا رياضة الأدب وهو الخروج عن طبع النفس ورياضة الطلب وهي صحة المراد به وبالجملة فهي عبارة عن تهذيب الأخلاق النفسية وذلك عن علة فإن قلت وما العلة قلنا تنبيه الحق لعبده بسبب وبغير سبب وهو من عين اللطف وتسميه أهل الطريق اللطيفة فإن قلت وما اللطيفة قلنا كل إشارة دقيقة المعنى تلوح في الفهم لا تسعها العبارة وهي المؤدية إلى التفريد وقد يطلقون اللطيفة على حقيقة الإنسان فإن قلت وما التفريد قلنا وقوفك بالحق معك ومن شرطه التجريد فإن قلت وما لتجريد قلنا إماطة السوي والكون عن القلب والسر من أجل حكم الفترة فإن قلت وما الفترة قلنا خمود نار البداية المحرقة وهي حالة تشبه حالة الوقفة التي للواقفين فإن قلت وما الوقفة قلنا الحبس بين المقامين مع العصمة من الوله فإن قلت وما الوله قلنا إفراط الوجد بمشاهدة السر فإن قلت وما السر قلنا سر العلم بإزاء حقيقة العالم به وسر الحال بإزاء معرفة مراد الله فيه وسر الحقيقة بإزاء ما يقع به الإشارة من الروح فإن قلت وما الروح قلنا الملقي إلى القلب علم الغيب على وجه مخصوص يتلقاه منه النفس فإن قلت وما النفس قلنا ما كان معلوما من أوصاف العبد بحكم الشاهد فإن قلت وما الشاهد قلنا ما تعطيه المشاهدة من الأثر في قلب المشاهد وهو على صورة ما يضبطه القلب من رؤية المشهود وعلى الشاهد يرد لوارد فإن قلت وما الوارد قلنا ما يرد على القلب من الخواطر المحمودة من غير تعمل وكل ما يرد على القلب من كل اسم إلهي وهو الذي يعطي أحيانا حق اليقين فإن قلت وما حق اليقين قلنا ما حصل من العلم بالعلة ولكن بعد عين اليقين فإن قلت وما عين اليقين قلت ما أعطته المشاهدة والكشف ابتداء وبعد علم اليقين فإن قلت وما علم اليقين قلنا ما أعطاه الدليل الذي لا يحتمل الشبه الواردة من الخاطر فإن قلت وما الخاطر قلنا ما يرد على القلب والضمير من الخطاب ربانيا كان أو غير رباني ولكن من غير إقامة فإن أقام فهو حديث نفس فصاحبه مفتقر إلى النفس فإن قلت وما النفس قلنا روح يسلطه الله على نار القلب ليطفي شررها لأجل سلطان الحقيقة فإن قلت وما الحقيقة قلنا سلب آثار أوصافك عنك بأوصافه بأنه الفاعل بك فيك منك لا أنت ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها فكأنه حال البعد فإن قلت وما البعد قلنا الإقامة على المخالفات وقد يكون البعد منك وتختلف باختلاف الأحوال فيدل على ما يعطيه قرائن الأحوال وكذلك القرب فإن قلت وما القرب قلنا القيام بالطاعة وقد يطلق على حقيقة قاب قوسين وهو قدر الخط الذي يقسم قطري الدائرة فيشقها بقسمين وهو غاية القرب المشهود ولا يدركه إلا صاحب إثبات لا صاحب محو فإن
(١٣٢)