عباس الأول فلا يمتنع ان يدرك أبوه عصر طهماسب وعباس الأول الا ان الوجوه الأولى لا يمكن المناقشة فيها.
فبسبب توهم صاحب الرياض انهما شخص واحد وقع في كلامه عدة أغلاط أولا انه جعل الثاني والد ميرزا حبيب الله مع أن والده هو الأول ثانيا أنه قال عن المترجم انه جاء من جبل عامل وكان في عصر الشاه طهماسب إلى عصر الشاه عباس الأول ومجيئه في عصر طهماسب قد ذكره إسكندر بك اما بقاؤه إلى زمن عباس الأول فلم يذكره لكن عدم ذكره له لا يدل على عدم صحته ويمكن ان يكونا معا أدركا عصرهما وكيف كان فهما متعاصران ثالثا قال إن له ثلاثة أولاد مع أنهم أولاد الأول لا أولاده رابعا الذين قال عنهم ان صاحب الأمل أغرب في وصفه بما وصفه به هم من ذرية الأول من أولاده وأحفاده وهو جعلهم من ذرية الثاني المترجم خامسا ان بدر الدين حسن بن جعفر أحد أجداد ميرزا حبيب الله وابن خالة الشيخ علي الكركي هو والد الأول وهو قد جعله والد الثاني. ونحن قد تابعناه في هذا الاشتباه قبل الاطلاع على حقيقة الحال فقلنا في ترجمة السيد بدر الدين حسن المذكور انه والد السيد حسين المشهور بالمجتهد المفتي بأصفهان مع أنه والد الأول لا والد المشهور بالمجتهد سادسا قوله ان والده من مشايخ الشهيد الثاني والشيخ حسين بن عبد الصمد والحال ان الذي هو من مشايخهما هو الأول لا الثاني سابعا قوله كان جده الاعلى الحسن بن أيوب من تلاميذ الشهيد الأول والحال انه جد الأول لا جد الثاني.
ما حكي عنه في كتاب سيادة الاشراف نقل عن المترجم في كتابه سيادة الاشراف الذي أثبت فيه ان المنتسب بالأم إلى هاشم هو هاشمي أنه قال: الطريق الثاني. الهاشمي من كان أبوه الاعلى هاشميا والأب للام أب لتحقق معنى الأبوة فيه ولأن الأب الاعلى ينقسم إلى كل من الأبوي والأمي ضرورة ان آدم أبو عيسى ع والنبي ص أبو الحسنين ولا مانع بتوهم سوى توسط الأم وليس بمانع قطعا بل تأثيرها في التولد أشد لانخلاقه في رحمها وحصول التغذية والتنمية له فيه ويشهد له العادة بامكان تولد الولد من الأم من غير أب كما في عيسى ع وانتفاء العكس ويؤيده ما ذكره العالم الرباني ميثم البحراني في بيان قول مدينة العلم ع ولا تكونوا كالمتكبر على ابن أمه من غير ما فضل وانما قال ابن أمه دون ابن أبيه لان الوالد الحق هو الأم واما الأب فلم يصدر عنه غير النطفة التي ليست بولد بل جزءا ماديا له ولهذا قيل ولد الحلال أشبه الناس بالخال وإذا كان الرضا ع على ما صح عنه ص يغير الطباع بعد الولادة والانفصال فكيف بما قبله عند الاتصال يؤيد ذلك ما رواه العز المحدث عنه ص كل قوم فعصبتهم لأبيهم الا أولاد فاطمة فاني عصبتهم وأنا أبوهم فانظر إلى أنه ص بعد ان حكم بأنه عصبتهم والعصبة هم الأقارب الذكور من جهة الأب خصص جهة العصبة بالأبوة اه.
خبره مع الشاه إسماعيل الثاني ابن طهماسب ننقله ملخصا من روضات الجنات ورياض العلماء نقلا عن رسالة الملا نظر علي تلميذ البهائي في أحوال شيخه البهائي فنقول:
كان إسماعيل هذا في حياة والده محبوسا لأجل بعض تقصيراته في قلعة كنك وفي الرسالة في قلعة قهقهة المعروفة في آخر ولاية قراداع من آذربيجان ولعل قهقهة اسم البلد وكنك اسم القلعة ومعه معلمه الميرزا زين العابدين وكان محبوسا معه الميرزا مخدوم الشريفي صاحب نواقض الروافض وجماعة من علماء القلندرية أصحاب ميرزا مخدوم فبذلوا همتهم في صرفه عن طريقة آبائه في الدين إلى طريقتهم فمال إليها ولما صارت إليه السلطنة وجلس على سرير الملك بقزوين ضيق على علماء الشيعة في بلاده خصوصا المترجم والأمير السيد علي الخطيب وعلماء أسترآباد الشديدي الاخلاص في التشيع فكان يؤذيهم ويظهر لهم العداوة واخرج بعضهم من معسكره وأمر بجمع كتب المترجم في صناديق والختم عليها ونقلها إلى داره وأخرجه من داره وجعلها دار للنزول وأراد تغيير الخطبة إلى غير طريقة الشيعة وأمر بالغاء ما جرت به العادة أمام مواكب العلماء والاشراف وأرسل إلى المترجم بعض جلاوزته لمنع ذلك وتهدده بالقتل ان لم يمتنع فأجاب بان الملك إن شاء قتلي فليفعل ليقول من يأتي بعدنا أن يزيدا ثانيا قتل حسينا ثانيا فيناله من الذم ما نال يزيد فلما رجع الجلواز سأله ما ذا أجابك فقال أجابني بامتثال أمر الشاه فقال له انه لا يجيب بمثل ذلك فأصدقني وتهدده فقال لا أقدر أن أقابل الشاه بما أجابني به فلما ألح عليه أخبره بقوله فازداد غيظا وحنقا. وكان المتعارف نقش أسماء الأئمة الأطهار على النقود فأراد محوها بحجة انها تقع في أيدي من أيديهم نجسة واظهر العزم عليه في مجمع من العلماء والوزراء والاشراف فسكتوا خوف فقال له المترجم انقش عليها ما لا يضر معه الوقوع في يد أحد وهو بيت للمولى حيرتي الشاعر: هر كجا نقشي است بر ديوار ودر فازداد غضبه عليه ولكنه ترك ما كان عزم عليه حيث لم يتيسر له وعزم على قتل المترجم ولم يزل المترجم معه في عناء وشدة مدة سلطنته وهي سنة وستة أشهر حتى أنه حبسه في حمام شديد الحرارة بقص د اهلاكه ولكن الله تعالى لم يقدر قتله على يده وأراد ان يدس السم إلى الشيخ عبد العالي ابن الشيخ علي الكركي والى المترجم فهرب الشيخ عبد العالي إلى همذان ولم يتمكن المترجم من الهرب فبقي في قزوين خائفا على نفسه متوكلا على الله متوسلا بأجداده أئمة الهدى واشتغل بتلاوة دعاء العلوي المصري المجرب في دفع كيد الأعداء. فلما دخل شهر رمضان ومضى منه ثلاثة أيام خرج الشاه ليلا إلى السوق متنزها مع معشوقته المعروفة بحلواجي اوغلي واكل من البنج وغيره فاختنق وضاق نفسه في الطريق فلما ارجعوه إلى داره خرج من انفه وفمه دم كثير ومات فاحضروا المترجم فامر بتغسيله وتكفينه واخذ صناديق الكتب التي كان اخذها من بيته واقفلها ولم تكن عنده فرصة لفتحها ولكن صاحب الرياض قال في موضع آخر ان السلطان المذكور مات فجأة على فراشه في الليل من غير سبب ظاهر والله أعلم . انتهى ما أردنا نقله من اخباره مع الشاه إسماعيل الثاني، ومع كثرة ما شنعوا به على الشاه فيمكن ان يكون الحق بجانبه في منعه ما جرت به العادة امام المواكب وربما يكون صادق النية في محو ما على الدراهم والدنانير، وغير ذلك ربما يكون مكذوبا عليه أو مبالغا فيه أو اقتضته سياسة الملك والله أعلم بحقيقة حاله.
مشايخه في إجازة السيد حسين بن حيدر بن قمر الحسيني العاملي الكركي كما في الروضات أن المترجم يروي بالإجازة عن جماعة 1 والده السيد حسن 2 الفقيه المتكلم الشيخ محمد بن الحارث المنصوري الجزائري 3 السيد أسد الله الحسيني التستري 4 الشيخ علي بن هلال الكركي الشهير