وكتب إلى أبي أحمد بن ثوابة وقد شرب دواء مسهلا أبياتا جلها سخافة يبدي فيها نصيحته له نصون كتابنا عن مثلها لكننا نذكر ثلاثة منها فقط:
يا أبا احمد بنفسي أفديك * وأهلي من سائر الاسواء احترس انها نصيحة كهل * حنكته تجارب الآراء غير اني أصبحت أضيع في القوم * من البدر في ليالي الشتاء وتولى اقطاعا فخرج إليها فوجدها خربة فقال:
يا سيدي عبدك في الزيت * فر من الموت إلى الموت حالي واقطاعي خراب فقد * فررت من بيتي إلى بيتي وركب إلى بعض الرؤساء يهنيه بعيد النحر فلم يصادفه فكتب اليه بأبيات تركنا ما فيها من فحش:
أيا من وجهه كالشمس توفي * فيمحق نوره بدر التمام لعيد النحر أيام قصار * تلم بنا اجتيازا كل عام وما قيل اقطعوها بالتهاني * وتكرار التحايا والسلام وقد بكرت أمس على كميت * يقصر خطوه طول المقام جريح الجنب من ضغط الحزام * قريح الفك من مضغ اللجام فان انا لم أعد فالله أولى * بعذري ثم أنت بلا كلام وكان له صديق ولذلك الصديق ابن يكنى أبا جعفر مستهتر بالفساد فسأله ان يعاتبه ويشير عليه بالتزوج فقال:
إياك والعفة اياكا * إياك ان تفسد معناكا في بيتين آخرين غاية في الظرف ونهاية في الفحش لا يسوع لنا نقلهما ووردت عليه رقعة خصم له بما يسوءه فكتب على ظهرها أبياتا منها:
ان جعلت إجابتي في ظهرها * عمدا ليمكن فضها في المجلس كانت كنيفا فائضا فزرعت في * ظهر الكنيف حديقة من نرجس وعرضت له علة صعبة ثم صلح بعد الياس فكتب إلى بختيار:
يا سيدي عشت في نعيم * حلو الجنى دائم المسره عبدك يشكو إليك حمى * قد سبكته الصفراء نقره حمى لتنويرها وقود * يزيد في اليوم ألف سجره قد حفرت تربة لصيدي * فكدت منها أصير صبره علة سوء كانت تريني * نفسي فوق الفراش حسره طالعني الموت من زوايا * برسامها ألف ألف مره قد نصب الفخ لي ولكن * أفلت من فخه بشعره وكتب اليه:
يا سيدي دعوة من قلبه * من خوف ما مر به يخفق قد نصب الفخ لصيدي أبو * يحيى ولكن أفلت العقعق في اليتيمة: كان ضمن فرائض الصدقات بسقي الفرات واستخلف على نواحي فم النيل خليفة فكتب اليه:
الحمد لله وشكرا له * والله أهل الحمد والشكر يا أيها الذئب الذي اخترته * خليفة ينظر في أمري أوصيك بالأغنام شرا وهل * يوصى أبو جعدة بالشر امش إليها مشية الليث أو * فاحمل عليها حملة الببر ولا تدع في النيل من اثرها * الا بقايا الصوف والبعر انظر إلى السكباج من شمها * أو مر مجتازا على القدر فاقبض على لحيته واحترز * من حيلة في امرها تجري أريد ان تحصي طاقاتها * وكل ما فيها من الشعر اعمل بها لي عملا جامعا * مستظهرا فيه كما تدري واحذر إذا وفيتها في غد * ان ينقص الكيل عن الحذر حتى إذا جئتك سلمتها * بذلك الاحصا إلى حجري أوصيك في القوم بهذا الذي * عقدته في السر والجهر واضطرني جور زماني إلى * معيشة تزري على الحر ن في اليتيمة انه اتخذ دعوة كبيرة في أيام عز الدولة ودعا إليها أقواما شتى من رجال الدولة وقال:
قل للأمير المرتجى * من جاءني فقد نجا من لم يجئ فذقنه * في... الذي استدعي فجا وهي قصيدة تبلغ 15 بيتا لم نستطع ان ننقل منها غير هذين البيتين.
واراده الوزير على الخروج معه لقتال أهل البطيحة فقال من ابيات تركنا مجونها:
يا سائلي عن بكاي حين رأى * دموع عيني تسابق المطرا ساعة قيل الوزير منحدر * اسرع دمعي وفاض منحدرا وقلت يا نفس تصبرين وهل * يعيش بعد الفراق من صبرا شاورته والهوى يفتنه * والرأي رأي الصواب قد حضرا اهوى انحداري والحزم يكرهه * وتارك الحزم يركب الغررا لأنني عاقل ويعجبني * لزوم بيتي واكره السفرا الخيش نصف النهار يعجبني * والماء بالثلج باردا خصرا ولا أقود الخيل العتاق بلى * أسوق بين الأزقة البقرا أحسن في الحرب من صفوفكم * غدا قعودي اصفف الطررا هيهات ان احضر القتال وان * ترى بعينيك فيه لي اثرا هذا اعتقادي وهكذا ابدا * أرى لنفسي فأنت كيف ترى الاحتجاج على نفي الجبر مشوبا بالمجون قال:
يا قائلا بالجبر مهلا * أنكرت توحيدا وعدلا وزعمت ما للعبد في * الحركات والسكنات فعلا أأبوك شال برجل أمك * قل نعم أو لا فقل لا وقد نسب اليه الصلاح الصفدي في شرح لامية العجم وغيره بيتين هو برئ منهما ومن قائلهما وكان الذي ساقهم إلى نسبتهما له اشتمالهما على السخف والمجون الذي أولع به الصفدي في شرح لامية العجم وعابه الناس به فظنوا أنهما لابن الحجاج لاشتمال شعره على أمثاله كما نسب الناس