والسرور، نافذ الصوت جهوري، طليق اللسان فصيح.
صفاته الخلقية:
وأما أخلاقه فقد كان متواضعا، عطوفا، سخي الطبع، سليم النفس، عابدا، زاهدا، حلو المنطق، صاحب نكتة ومزاح لكن في هيبة وأبهة.
كان لا ينام بعد صلاة الصبح بل يقضيها بالتعقيبات من دعاء وذكر وتسبيح وأوراد وتلاوة القرآن الكريم بقدر ستة أجزاء، كان لا يلبس الملابس الخارجية (المستوردة) ويفضل المخاطة بأيد محلية شعبية، فلباسه في الصيف لا يتعدى الأقمشة المنسوجة من الخيوط البيضاء، وفي الشتاء المنسوجة من الصوف العادي وعموما كان لا يحب الملابس المنسوجة في المصانع الحكومية.
كان رحمه الله قليل الأكل والنوم، وكان إذا أزمع الوضوء توجه نحو حوض الماء، فيجلس بجانبه فينظر كأنه ينتظر شيئا، لم يكن ينتظر شيئا لكنه كان يحدق ما فوق سطح ماء الحوض، لعل حشرة سقطت في الماء وهي تلهث لطلب النجاة لنفسها، فيحاول أن ينجيها فيرفعها من فوق سطح الماء ليضعها على الأرض فتسرع لتختبأ أو لتطير. هكذا كان حاله كل يوم قبل أن يشرع في وضوئه.
وكان قدس سره مخلصا لولاية أهل البيت (عليهم السلام) كل الإخلاص، فقد كان يقيم مجالس العزاء في مناسبات الوفيات ومصائب أهل البيت (عليهم السلام)، ومجالس الفرح والسرور في مناسبات الولادات والأعياد، فقد كان يفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم (عليهم السلام) ليس للمعصومين (عليهم السلام) فحسب، بل أيام وفاة زينب الكبرى (عليها السلام) وشهادة حمزة عم النبي (عليه السلام) ويوم عرفة (شهادة مسلم بن عقيل (عليه السلام))، وأيام الرابع والعشرين والخامس والعشرين من ذي الحجة يوم المباهلة ويوم إعطاء أمير المؤمنين (عليه السلام) خاتمه... وحتى يوم العاشر من ربيع الثاني وهو اليوم الذي شن فيه الروس حملتهم الشعواء على الحرم المطهر والقبة الرضوية الشريفة إرادة تخريبه، حيث يفتح أبواب بيته لاستقبال المعزين والضيوف وهم يصدحون بذكر