(لا أعرف حديثين صحيحين متضادين، فمن كان عنده فليأتني لأؤلف بينهما).
أقول: قوله هذا دليل على قلة معرفته، فإنه مما لا يحصى.
نعم، ما مثله جمع منهم - كابن الصلاح وابن حجر في المقدمة (1) والنزهة (2) - بحديث (لا عدوى ولا طيرة) (3) مع حديث (فر من المجذوم فرارك من الأسد) (4). قالوا:
(كلاهما في الصحيح) فيه وهم، فإن ظاهر عباراتهم أنهما حديثان، وليس كذلك، لأنهما في حديث واحد في صحيح البخاري (5).
وقال بعضهم في مقام الاتيان بالمثال:
وذلك كحديث (لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر) فقال إعرابي: يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء فيخالطها البعير الأجرب فيجربها؟
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (فمن أعدى الأول) (6)؟ مع حديث (لا يورد ممرض على مصح) (7)، وفي رواية (لا يوردن ذو عاهة على مصح) الحديث.
قال ابن حجر:
(ووجه الجمع بينهما، إن هذه الأمراض لا تعدي بطبعها، (8)