منه قضى في العين القائمة السادة لمكانها بثلث الدية. وعن عمر بن الخطاب:
أنه قضى في رجل ضرب رجلا فذهب سمعه وبصره ونكاحه وعقله بأربع ديات ذكره أحمد بن حنبل في رواية أبي الحرث وابنه عبد الله.
حديث عمرو بن شعيب الأول في إسناده محمد بن راشد الدمشقي المكحولي، وقد تكلم فيه جماعة من أهل العلم ووثقه جماعة. ولفظ أبي داود: قضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الانف إذا جدع الدية كاملة، وإن جدعت ثندوته فنصف العقل خمسون من الإبل أعدلها من الذهب أو الورق أو مائة بقرة أو ألف شاة، وفي اليد إذا قطعت نصف العقل، وفي الرجل نصف العقل، وفي المأمومة ثلث العقل ثلاث وثلاثون وثلث أو قيمتها من الذهب أو الورق أو البقر أو الشاة، والجائفة مثل ذلك، وفي الأصابع في كل أصبع عشر من الإبل وهو حديث طويل. وحديث ابن عباس الثاني أخرجه أيضا البزار وابن حبان ورجال إسناده رجال الصحيح. وحديث أبي موسى أخرجه أيضا ابن حبان وابن ماجة وسكت عنه أبو داود والمنذري وإسناده لا بأس به.
وحديث عمرو بن شعيب الثاني سكت عنه أبو داود والمنذري وصاحب التلخيص ورجال إسناده إلى عمرو بن شعيب ثقات. وحديثه الثالث أخرجه أيضا ابن خزيمة وابن الجارود وصححاه. وحديثه الرابع سكت عنه أبو داود والنسائي ورجال إسناده إلى عمرو بن شعيب ثقات. وأثر عمر أخرجه أيضا ابن أبي شيبة عن خالد عن عوف سمعت شيخا في زمن الحاكم وهو ابن المهلب عم أبي قلابة قال: رمى رجل رجلا بحجر في رأسه في زمن عمر فذهب سمعه وبصره وعقله وذكره فلم يقرب النساء فقضى عمر فيه بأربع ديات وهو حي. وقد قدمنا الكلام المتعلق بفقه أكثر هذه الأحاديث في شرح حديث عمرو بن حزم المذكور في أول الباب، ونتكلم الآن على ما لم يذكر هنالك. قوله: فنصف العقل أي الدية. قوله: هذه وهذه سواء الخ هذا نص صريح يرد القول بالتفاضل بين الأصابع، ولا أعرف مخالفا من أهل العلم لما يقتضيه إلا ما روي عن عمر ومجاهد، وقد قدمنا أنه روي عن عمر الرجوع. قوله: الأسنان سواء هذه جملة مستقلة لفظ الأسنان فيها مبتدأ ولفظ سواء خبره. وقوله: الثنية مبتدأ والضرس مبتدأ آخر والخبر عنهما قوله سواء، وإنما تعرضنا لمثل هذا مع وضوحه لأنه ربما ظن أن سواء الأولى بمعنى