قريب من هذا المعنى. وأصل البراح الأرض القفر التي لا أنيس فيها ولا بناء، وقيل : البراح البيان، يقال: بر الخفاء إذا ظهر. قال النووي: هي في معظم النسخ من مسلم بالواو وفي بعضها بالراء. قال الحافظ: ووقع عند الطبراني كفرا صراحا بصاد مهملة مضمومة ثم راء، ووقع في رواية إلا أن تكون معصية لله بواحا. وفي رواية لأحمد:
ما لم يأمرك بإثم بواحا. وفي رواية له وللطبراني عن عبادة: سيلي أموركم من بعدي رجال يعرفونكم ما تنكرون وينكرون عليكم ما تعرفون فلا طاعة لمن عصى الله وعند ابن أبي شيبة من حديث عبادة: سيكون عليكم أمراء يأمرونكم بما لا تعرفون ويفعلون ما تنكرون فليس لأولئك عليكم طاعة. قوله: فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة فيه دليل على أن من كره بقلبه ما يفعله السلطان من المعاصي كفاه ذلك ولا يجب عليه زيادة عليه. وفي الصحيح: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبقلبه، فإن لم يستطع فبلسانه. ويمكن حمل حديث الباب وما ورد في معناه على عدم القدرة على التغيير باليد واللسان، ويمكن أن يجعل مختصا بالأمراء إذا فعلوا منكرا لما في الأحاديث الصحيحة من تحريم معصيتهم ومنابذتهم، فكفى في الانكار عليهم مجرد الكراهة بالقلب، لأن في إنكار المنكر عليهم باليد واللسان تظهرا بالعصيان، وربما كان ذلك وسيلة إلى المنابذة بالسيف.
قوله: في جثمان إنس بضم الجيم وسكون المثلثة أي لهم قلوب كقلوب الشياطين وأجسام كأجسام الإنس. قوله: وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع فيه دليل على وجوب طاعة الامراء وإن بلغوا في العسف والجور إلى ضرب الرعية وأخذ أموالهم، فيكون هذا مخصصا لعموم قوله تعالى: * (من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) * (البقرة: 194). وقوله: * (وجزاء سيئة سيئة مثلها) * (الشورى: 40). قوله: وعن عرفجة بفتح العين المهملة وسكون الراء وفتح الفاء بعدها جيم هو ابن شريح بضم المعجمة وفتح الراء وسكون التحتية بعدها حاء، وقيل: ابن ضريح بضم الضاد المعجمة، وقيل: ذريح بفتح الذال المعجمة وكسر الراء، وقيل: صريح بضم الصاد المهملة، وقيل: شراحيل ، وقيل: سريج بضم السين المهملة وآخره جيم، ويقال له الأشجعي، ويقال الكندي، ويقال الأسلمي. قوله: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بفتح العين، ورسول فاعله. قوله: في منشطنا بفتح الميم والمعجمة وسكون النون التي بينهما أي في حال