ابن عبد العزيز نا الحجاج بن المنهال نا يزيد بن إبراهيم عن ابن سيرين عن عبيد الله ابن العباس قال: (كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل فقال: يا رسول الله إن أمي عجوز كبيرة ان حزمها خشي ان يقتلها وان لم يحزمها لم تستمسك فأمره عليه السلام ان يحج عنها) * نا عبد الله بن ربيع نا محمد بن معاوية نا أحمد بن شعيب نا إسحاق بن إبراهيم - هو ابن راهويه - نا وكيع بن الجراح نا شعبة عن النعمان - هو ابن سالم - عن عمرو ابن أوس عن أبي رزين العقيلي (أنه قال: يا رسول الله إن أبى شيخ كبير لا يستطيع الحج والعمرة (1) والظعن فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: حج عن أبيك واعتمر) * ورويناه أيضا من طريق ابن الزبير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (2) * وهذه أخبار متظاهرة متواترة من طرق صحاح عن خمسة من الصحابة رضي الله عنهم. الفضل، وعبد الله، وعبيد الله - بنو العباس بن عبد المطلب -، وابن الزبير، وأبو رزين العقيلي، * ويزيد بن إبراهيم المذكور - هو أبو سعيد التستري - بصرى كان ينزل بأهله عند مقبرة بنى سهم مات سنة احدى وستين ومائة، وقيل: بل في المحرم سنة اثنتين وستين ومائة (3) ثقة ثبت، وثقه أبو الوليد الطيالسي، وعبد الله بن نمير، وأحمد بن حنبل، وابن معين، وعمرو بن علي، وأحمد ابن صالح والنسائي والناس، وليس هو يزيد بن إبراهيم الذي يروى عن قتادة ذلك ليس بالقوى * فبين في هذه الأخبار ان من لم يكن قط صحيحا فان فريضة الحج لازمة له إذا (4) وجد من يحج عنه لأنه عليه السلام سمع قول المرأة عن أبيها ان فريضة الله تعالى أدركته وهو شيخ كبير لا يستطيع الثبات على الراحلة فلم ينكر ذلك عليها ولا على أبى رزين مثل ذلك في أبيه، فصح ان الفرض باق على هذين إذا وجدا من يحج عنهما * وقال الشافعي:
إنما يلزمه ذلك إذا كان له زاد وراحلة وهذا خطأ لأنه ليس في حديث أبي رزين أنه كانت له راحلة، ولا في حديث عبيد الله بن العباس أيضا فهذه زيادة فاسدة (فان قيل):
إنما جاءت هذه الأحاديث في شيخ كبير، وعجوز كبيرة فمن أين تعديتم ما فيها إلى كل من لا يستطيع الحركة بزمانة أو مرض ولم يكن شيخا كبيرا؟ قلنا: ليس كل شيخ كبير تكون هذه صفته