الاستغاثة إليها في ضرورة الاختناق أو في ضرورة العطش لامن قرآن. ولا من سنة. ولا رواية صحية. ولا قياس، فصح انهم آمرون له بقتل نفسه وانه لم يشرب الخمر فمات فهو قاتل النفس التي حرم الله * واما استثناء لحوم بني آدم فلما ذكرنا قبل من الامر بمواراتها فلا يحل غير ذلك * وأما ما يقتل فإنما أبيحت المحرمات خوف الموت أو الضرر فاستعجال الموت لا يحل لقول الله تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم) وبهذه الآية أيضا حلت المحرمات خوف أن يكون الممتنع منها قاتل نفسه فيعصى الله تعال بذلك ويكون قاتل نفس محرمة وهذا أكبر الكبائر بعد الشرك * وأما تحديدنا ذلك ببقاء يوم وليلة بلا أكل فلتحريم النبي صلى الله عليه وسلم الوصال يوما وليلة * وأما قولنا: ان خاف الموت قبل ذلك أو الضعف فلانه مضطر حينئذ * وأما قولنا: لافضل لبعض ذلك على بعض فلقول الله تعالى: (وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحى يوحى) فصح أن كل شئ حرمه النبي صلى الله عليه وسلم فان الله تعالى حرمه وبلغه هو عليه السلام الينا وكل ما حرمه الله تعالى في القرآن فالنبي عليه السلام بلغ القرآن الينا ولولاه ما عرفنا ما هو القرآن فصح يقينا أن كل حرام أو كل مفترض أو كل حلال فهو عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل ولافرق، وليس قولنا: إنه لا يحل للمحرم قتل الصيد ولا للمحل في الحرم ما دام يجد شيئا من هذه المحرمات ناقضا لهذه الجملة بل هو طرد لها لان واجد الخنزير والميتة والدم وغير ذلك غير مضطر معها بل هو واجد حلال فليس مضطرا إلى الصيد الا حتى لا يجد غيره فيحل له حينئذ * وأما قولنا: لا معنى للتذكية فلان الذكاة اخراج لحكم الحيوان على التحريم بكونه ميتة إلى التحليل بكونه مذكى، وكل ما حرمه الله تعالى من الحيوان فهو ميتة فالتذكية لا مدخل لها في الميتة وبالله تعالى التوفيق * 1026 - مسألة - ولا يحل شئ مما ذكرنا لمن كان في طريق بغى على المسلمين أو ممتنعا من حق بل كل ذلك حرام عليه فإن لم يجد ما يأكل فليتب مما هو فيه وليمسك عن البغي وليأكل حينئذ وليشرب مما اضطر إليه حلالا له فإن لم يفعل فهو عاص لله تعالى فاسق آكل حرام * برهان ذلك قول الله تعالى: (فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لاثم فان الله غفور رحيم) وقوله: (فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه) فإنما أباح تعالى ما حرمه بالضرورة من لم يتجانف لاثم ومن لم يكن باغيا ولا عاديا وهذا قول كل من نعلمه من العلماء إلا المالكيين فإنهم قالوا فيمن قطع الطريق على المسلمين وانتظر رفاقهم من المحاربين وحاصر قراهم ومدنهم من الباغين لسفك دماء المسلمين ويستبيح أموالهم وفروج المسلمات ظلما وعدوانا فلم يجد
(٤٢٧)