من دفن مسلم مجهول ميئوس عن معرفته فهي لمن وجدها عندنا كلها * وخبر آخر من طريق يحيى بن معين عن وهب بن جرير بن حازم عن أبيه عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن أبي بجير عن عبد الله بن عمرو بن العاص (أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في خروجه إلى الطائف فمروا بقبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا قبر أبى رغال وكان بهذا الحرم يدفع عنه فلما خرج أصابته النقمة التي أصابت قومه بهذا المكان فدفن فيه وآية ذلك أنه دفن معه غصن من ذهب ان أنتم نبشتم عنه وجدتموه فابتدره الناس فوجدوا الغصن) وهذا لا يصح لأنه عن يحيى ابن أبي بحير وهو مجهول، ثم لا حجة فيه لقول أحد ممن ذكرنا وإنما فيه نبش قبور المشركين فقط، وبالله تعالى التوفيق * 949 - مسألة - ويقسم خمس الركاز وخمس الغنيمة على خمسة أسهم فسهم يضعه الامام حيث يرى من كل ما فيه صلاح وبر للمسلمين، وسهم ثاني لبني هاشم: والمطلب بنى عبد مناف غنيهم وفقيرهم، وذكرهم وأنثاهم، وصغيرهم وكبيرهم، وصالحهم وطالحهم فيه سواء، ولاحظ فيه لمواليهم ولا لحلفائهم ولا لبنى بناتهم (من غيرهم) (1) ولا لاحد من خلق الله تعالى سواهم ولا لكافر منهم * وسهم ثالث لليتامى من المسلمين كذلك أيضا، وسهم رابع للمساكين من المسلمين * وسهم خامس لابن السبيل من المسلمين، وقد فسرنا المساكين. وابن السبيل في كتاب الزكاة فأغنى عن إعادة ذلك، واليتامى هم الذين قد مات آباؤهم فقط فإذ بلغوا فقد سقط عنهم اسم اليتم وخرجوا من السهم * برهان ذلك قوله تعالى: (واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه ولرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل) ولقوله تعالى: (كيلا يكون دولة بين الأغنياء منكم) فلا يسع أحدا الخروج عن قسمة الله تعالى التي نص عليها * ومن طريق أبى داود نا مسدد نا هشيم عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال: أخبرني جبير ابن مطعم قال: (لما كان يوم خيبر وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم سهم ذي القربى في بني هاشم، وبني المطلب وترك، بنى نوفل، وبنى عبد شمس قال: فانطلقت إنما وعثمان بن عفان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (2) فقلنا. يا رسول الله هؤلاء بنو هاشم لا ننكر فضلهم للموضع الذي وضعك الله به منهم فما بال إخواننا بني المطلب أعطيتهم وتركتنا وقرابتنا واحدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انا وبنو المطلب لا نفترق في جاهلية ولا إسلام وإنما نحن وهم شئ واحد وشبك بين أصابعه (صلى الله عليه وسلم) (3)) * وهذا بيان جلى واسناد في غاية الصحة *
(٣٢٧)