ترده إلى فقال النبي صلى الله عليه وسلم: انا لم نقض الكتاب بعد، قال: فوالله إذا لا أصالحك على شئ أبدا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: فأجزه لي قال: ما أنا بمجيزه لك (1) قال: بلى فافعل قال: ما أنا بفاعل قال مكرز: - هو ابن حفص بن الأحنف - بل قد أجزناه لك)، فهذا خلاف قولهم كلهم (2)، وحديث أبي جندل حجة عليهم كما أوردنا. * ومن طريق مسلم نا أبو بكر بن أبي شيبة نا عفان - هو ابن مسلم - نا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس ان قريشا صالحوا النبي صلى الله عليه وسلم فاشترطوا على النبي صلى الله عليه وسلم: (ان من جاء منكم لم نرده عليكم ومن جاء منا رددتموه علينا فقالوا: يا رسول الله أتكتب هذا؟
قال: نعم انه من ذهب منا إليهم فأبعده الله ومن جاءنا منهم فسيجعل الله له فرجا ومخرجا)، وهذا خبر منه عليه السلام مقطوع بصدقه * ومن طريق البخاري نا يحيى بن بكير نا الليث - هو ابن سعد - عن عقيل بن خالد عن ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير أنه سمع المسور بن مخرمة وآخر يخبران عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فذكرا حديث الحديبية وفيه (فرد يومئذ أبا جندل إلى أبيه سهيل بن عمرو ولم يأته أحد من الرجال الا رده في تلك المدة وإن كان مسلما وجاءت المؤمنات مهاجرات وجاءت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ممن خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ وهي عاتق (3) فجاء أهلها يسألون النبي صلى الله عليه وسلم ان يرجعها إليهم فلم يرجعها إليهم لما أنزل الله تعالى. فيهن (إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بايمانهن) (4) الآية * 934 - مسألة - ومن كان أسيرا عند الكفار فعاهدوه على الفداء وأطلقوه فلا يحل له أن يرجع إليهم ولا ان يعطيهم شيئا ولا يحل للامام ان يجبره على أن يعطيهم شيئا فإن لم يقدر على الانطلاق إلا بالفداء ففرض على المسلمين ان يفدوه ان لم يكن له مال يفي بفدائه، قال الله عز وجل: (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) وإسار المسلم أبطل الباطل، وأخذ الكافر أو الظالم ماله فداء من أبطل الباطل، فلا يحل اعطاء الباطل. ولا العون عليه، وتلك العهود والايمان التي أعطاهم لا شئ عليه فيها لأنه مكره عليها إذا لا سبيل له إلى الخلاص الا بها ولا يحل له البقاء في أرض الكفر وهو قادر على الخروج وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه) وهكذا كل عهد أعطيناهم حتى نتمكن من استنقاذ المسلمين وأموالهم من أيديهم فان عجزنا عن استنقاذه الا بالفداء ففرض علينا فداؤه لخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رويناه من طريق أبى موسى الأشعري