أنفسهم إذ يشرعون الشرائع في الايجاب والتحريم والتحليل من ذوات أنفسهم ثم باسخف قول وابعده عن المعقول * قال على: وبقى مما موه به مقلدو أبي حنيفة أشياء نوردها إن شاء الله تعالى ونذكر بعون الله تعالى فسادها ثم نعقب بالسنن الثابتة في هذه المسألة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم * قال على: قالوا: قال الله تعالى: (ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا)، وقال تعالى: (كلوا واشربوا) فاقتضى هذا إباحة كل مأكول ومشروب فلا يحرم بعد هذا الا ما أجمع عليه أو جاء من مجئ التواتر لأنه زائد على ما في القرآن * قال أبو محمد: ومن هنا بدءوا بالتناقض وما خلفناهم قط لا نحن ولا أحد من المسلمين في أنه لم يحرم الخمر. ولا الخنزير. ولا الميتة حتى نزل تحريم كل ذلك فلما نزل التريم حرم ما نزل تحريمه وهو أول من حرم نبيذ ثم النخيل بخبر من أخبار الآحاد غير مجمع عليه ولا منقول نقل التواتر، ثم قالوا: صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (الخمر من هاتين الشجرتين النخلة والعنبة) فالخمر لا تكون الا منهما هذا كل ما موهوا به، ولا حجة لهم فيه بل هو حجة عليهم قاطعة، وهذا خبر رويناه من طريق كلها ترجع إلى الأوزاعي. ويحيى بن أبي كثير قالا جميعا: نا أبو كثير أنه سمع أبا هريرة يقول: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الخمر من هاتين الشجرتين النخلة والعنبة)، أبو كثير اسمه يزيد بن عبد الرحمن * قال على: فافترقوا في خلافه على وجهين، فأما الطحاوي فإنه قال: ليس ذكره عليه السلام النخلة مع العنبة بموجب أن يكون الخمر من النخلة بل الخمر من العنبة فقط قال: وهذا مثل قول الله تعالى: (مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان فبأي آلاء ربكما تكذبان يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) قال: فإنما يخرج اللؤلؤ والمرجان من أحدهما. قال: ومثل قوله تعالى:
(يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم) قال: وإنما الرسل من الانس لامن الجن * قال أبو محمد: صدق الله وكذب الطحاوي وكذب من أخبره بما ذكر بل اللؤلؤ والمرجان خارجان من البحرين اللذين بينهما البرزخ فلا يبغيان، ولقد جاءت الجن رسل منهم بيقين لأنهم بنص القرآن متعبدون موعودون بالجنة والنار، وقد صح ما روينا من طريق مسلم بن الحجاج نا قتيبة نا إسماعيل - هو ابن جعفر - عن العلاء - هو ابن عبد الرحمن - عن أبيه عن أبي هريرة (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فضلت على الأنبياء بست) فذكر منها (وأرسلت إلى الخلق كافة) (1) * ومن طريق البخاري نا محمد بن سنان العوفي نا هشيم انا سيار نا يزيد - (هو ابن صهيب) - (2) الفقير انا جابر بن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أعطيت