يسجد في صبيحتها في ماء وطين) فكان ذلك صباح ليلة احدى وعشرين قلنا: نعم وقد وكف المسجد (1) أيضا في صبيحة ليلة ثلاث وعشرين فسجد عليه السلام في ماء وطين * روينا هذا من طريق مسلم بن الحجاج عن سعيد بن عمرو بن سهل بن إسحاق بن محمد ابن الأشعث الكندي (2) أنا أبو ضمرة أنس بن عياض حدثني الضحاك بن عثمان (3) عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن بسر (4) بن سعيد عن عبد الله بن أنيس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أريت ليلة القدر ثم أنسيتها وأراني صبيحتها أسجد في ماء وطين قال:
فمطرنا ليلة ثلاث وعشرين فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فانصرف وان أثر الماء والطين على جبهته وأنفه)، (قال) (5) وكان عبد الله بن أنيس يقول: ثلاث وعشرون (6)، وقد يمكن ان تكف السماء في العشر الأواخر كلها فبقي الامر بحسبه * ومن طرائف الوسواس احتجاج ابن بكير المالكي في أنها ليلة سبع وعشرين بقول الله تعالى: (سلام هي) قال: فلفظة هي. هي السابعة وعشرون من السورة، قال أبو محمد:
حق من قام هذا في دماغه ان يعاني بما يعاني به (7) سكان المارستان نعوذ بالله من البلاء، ولو لم يكن له من هذا أكثر من دعواه (8) انه وقف على ما غاب من ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينس من علم الغيب ما أنساه الله عز وجل نبيه عليه السلام، ومن بلغ إلى هذا الحد (9) فجزاؤه ان يخذله الله تعالى مثل هذا الخذلان العاجل ثم في الآخرة أشد تنكيلا * 810 - مسألة - ويستحب الاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (التمسوها في العشر الأواخر) وإنما تلتمس بالعمل الصالح لا بأن لها صورة وهيئة يمكن الوقوف عليها بخلاف سائر الليالي كما يظن أهل الجهل إنما قال تعالى:
(في ليلة مباركة فيها يفرق كل أمر حكيم) وقال تعالى: (ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر)، فبهذا بانت عن سائر الليالي فقط والملائكة لا يراهم أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم، نسأل الله تعالى التوفيق والهدى والعصمة آمين * (تم كتاب الصيام والحمد الله رب العالمين كثيرا، وصلى الله على محمد عبده ورسوله وسلم تسليما كثيرا)