1006 - مسألة - ولا يحل أكل ما نحره أو ذبحه (1) انسان من مال غيره بغير أمر مالكه بغصب أو سرقة أو تعد بغير حق - وهو ميتة - لا يحل لصاحبه ولا لغيره ويضمنه قاتله الا أن يكون نظرا صحيحا كخوف أن يموت فبادر بذكاته أو نظرا لصغير أو مجنون أو غائب. أو في حق واجب * برهان ذلك قول الله تعالى: (إلا ما ذكيتم) وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام) وقال تعالى: (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) فنسأل من خالف قولنا أبحق ذبح هذا الحيوان أو نحر أم بباطل ولابد من أحدهما؟ ولا يقول مسلم: انه ذبح بحق ولا أنه نحر بحق فإذ لاشك في أنه نحر وذبح بباطل فهو محرم أكله بنص القرآن، وأيضا فان الحيوان حرام أكله الا ما ذكينا فالذكاة حق مأمور به طاعة لله تعالى لا يحل أكل ما حرم من الحيوان الا به وذبح المتعدى باطل محرم عليه معصية لله تعالى بلا خلاف وبنص القرآن والسنة، ومن الباطل المتيقن أن تنوب المعصية عن الطاعة، والعجب أنهم متفقون معنا على أن الفروج المحرمة لا تحل الا بالعقد المأمور به لا بالعقد المحرم، فمن أين وقع لهم أن يبيحوا الحيوان المحرم بالفعل المحرم؟ وما الفرق بين تصيد المحرم للصيد المحرم عليه وبين ذبح المتعدى لما حرم عليه ذبحه؟ وبهذا جاءت السنن الثابتة * روينا من طريق مسلم بن الحجاج نا إسحاق بن إبراهيم - هو ابن راهويه - نا وكيع نا سفيان:
الثوري عن أبيه عن عباية بن رافعة (بن رافع بن خديج) (2) عن رافع بن خديج قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بذى الحليفة من تهامة فأصبنا غنما وابلا فعجل القوم فأغلوا بها القدور فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكفئت ثم عدل عشرا من الغنم بجزور)، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر بهرق القدور التي فيها اللحم المذبوح من الغنيمة قبل القسمة، ولا شك في أنه لو كان حلالا أكله ما أمر بهرقه لأنه عليه السلام نهى عن إضاعة المال فصح يقينا انه حرام محض وان ذبحه ونحره تعد يوجب الضمان ولا يبيح الاكل، وما نعلم للمخالف حجة أصلا لامن قرآن ولامن سنة ولا من قول صاحب ولا من قياس إلا أن بعضهم موه بخبر رويناه من طريق عاصم بن كليب عن أبيه عن رجل من الأنصار قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة. فاستقبله داعى امرأة فجاء وجئ بالطعام فوضع يده ثم وضع القوم أيديهم فأكلوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم يلوك لقمة في فيه ثم قال:
أجد لحم شاة أخذت بغير اذن أهلها فأرسلت المرأة يا رسول الله انى أرسلت إلى البقيع