ان حديث أم كرز زائد على ما في هذين الخبرين والزيادة من العدل لا يحل تركها، والثاني اننا روينا من طريق أحمد بن شعيب انا قتيبة نا سفيان - هو ابن عيينة - عن عبيد الله بن أبي يزيد عن سباع بن ثابت عن أم كرز قالت: أتيت رسول الله (1) صلى الله عليه وسلم بالحديبية أسأله عن لحوم الهدى؟ فسمعته يقول: على الغلام شاتان وعلى الجارية شاة لا يضركم ذكرانا كانت (2) أم إناثا) ولا خلاف في أن مولد الحسن رضي الله عنه كان عام أحد وان مولد الحسين رضي الله عنه كان في العام الثاني له وذلك قبل الحديبية. بسنتين فصار الحكم لقوله المتأخر لا لفعله المتقدم الذي إنما كان تطوعا منه عليه السلام، والوجه الثالث اننا روينا من طريق ابن الجهم نا معاذنا القعنبي نا سليمان بن بلال عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده (أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم عقت عن الحسن والحسين حين ولدتهما شاة شاة) * قال أبو محمد: لا شك في أن الذي عقت به فاطمة رضي الله عنها هو غير الذي عق به رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتمع من هذين الخبرين أنه عليه السلام عق عن كل واحد منهما بكبش وعقت فاطمة رضي الله عنها عن كل واحد منهما بشاة فحصل عن كل واحد منهما كبش وشاة كبش وشاة * وقد روينا أيضا خبرا لو ظفروا بمثله لاستبشروا كما روينا من طريق أحمد ابن شعيب انا أحمد بن حفص بن عبد الله حدثني أبي نا إبراهيم بن طهمان عن الحجاج بن الحجاج عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال: (عق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين رضي الله عنهم ا (3) بكبشين كبشين) (4) * وروينا أيضا مثل هذا من طريق ابن جريج عن أو المؤمنين عائشة وهو منقطع، والعجب أن سفيان الثوري روى ذلك الخبر عن أيوب عن عكرمة (أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن والحسين بكبش كبش)، وكذلك أيضا أرسله معمر عن أيوب وبأقل من هذا يتعللون في رد الاخبار ويدعون أنه اضطراب ونحن لا نراعي هذا وإنما معتمدنا على ما ذكرنا من الاخذ بالزائد والآخر، وبالله تعالى التوفيق * تم كتاب العقيقة بحمد الله *
(٥٣١)