عشرة سنة وقد ولدت في خلال هذا ابنها علي بن أبي العاص (1) فأين العدة لو عقلتم؟ * وأما المالكيون فان موهوا بامرأة صفوان عورضوا بهذا، وأبي سفيان، وان احتجوا بقول الله: (ولا تمسكوا بعصم الكوافر) ذكروا بقول الله تعالى: (لا هن حل لهم ولاهم يحلون لهن) فظهر فساد هذه الأقوال كلها، وبالله تعالى التوفيق * قال أبو محمد: برهان صحة قولنا قول الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات الآية إلى قوله: (ذلكم حكم الله يحكم بينكم) فهذا حكم الله الذي لا يحل لاحد ان يخرج عنه، فقد حرم الله تعالى رجوع أو منة إلى الكافر * وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (المهاجر من هجر ما نهى الله عنه) فكل من أسلم فقد هجر الكفر الذي قد نهى عنه فهو مهاجر، ونص تعالى على أن نكاحها مباح لنا فصح انقطاع العصمة باسلامها، وصح ان الذي يسلم مأمور بأن لا يمسك عصمة كافرة فصح ان ساعة يقع الاسلام، أو الردة فقد انقطعت عصمة المسلمة من الكافر، وعصمة الكافرة من المسلم سواء أسلم أحدهما وكانا كافرين، أو ارتد أحدهما وكانا مسلمين، والفرق بين ذلك تخليط، وقول في الدين بلا برهان، وبالله تعالى التوفيق * 940 - مسألة - ومن قال من أهل الكفر مما سوى اليهود، والنصارى، أو المجوس: لا إله إلا الله أو قال: محمد رسول الله كان بذلك مسلما تلزمه شرائع الاسلام فان أبى الاسلام قتل، وأما من اليهود، والنصارى، والمجوس فلا يكون مسلما بقول لا إله إلا الله محمد رسول الله إلا حتى (2) يقول: وانا مسلم، أو قد أسلمت، أو انا برئ من كل دين حاشا الاسلام * روينا من طريق مسلم نا حرملة بن يحيى انا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني سعيد بن المسيب عن أبيه قال: (لما حضرت أبا طالب الوفاة قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (3): يا عم قل: لا إله الا الله كلمة أشهد لك بها عند الله) وذكر الحديث * ومن طريق مسلم نا يعقوب الدورقي نا هشيم نا حصين - هو ابن عبد الرحمن - أخبرنا أبو ظبيان سمعت أسامة بن زيد (بن حارثة يحدث) (4) قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فصبحنا الحرقات من جهينة فهزمنا هم ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله فكف عنه الأنصاري وطعنته فقتلته (5)، فبلغ ذلك
(٣١٦)