هشيم انا يونس عن الحسن انه كان لا يرى بأسا بصيد المناجل، وقال: سم إذا نصبتها * ومن طريق سعيد بن منصور نا هشيم انا حصين - هو ابن عبد الرحمن ابن أخي مسروق - سأل ابن عمر عن صيد المناجل؟ فقال ابن عمر: أما ما بان منه وهو حي فلا تأكل وكل ما سوى ذلك، ولا يعرف له من الصحابة مخالف، وقد خالفه الحنيفيون والمالكيون وهم يشنعون هذا على غيرهم * 1081 - مسألة - وكل من ملك حيوانا وحشيا حيا أو مذكى أو بعض صيد الماء كذلك فهو له كسائر ماله بلا خلاف، فان أفلت وتوحش وعاد إلى البر أو البحر فهو باق على ملك مالكه أبدا ولا يحل لسواه الا بطيب نفس مالكه، وكذلك كل ما تناسل من الإناث من ذلك أبدا لقول الله تعالى: (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ان دماءكم وأموالكم عليكم حرام) وهذا مال من ماله باجماع المخالفين معنا فلا يحل لسواه الا بما يحل به سائر ماله وهو قول جمهور الناس، وقال مالك: إذ توحش فهو لمن أخذه، وهذا قول بين الفساد مخالف للقرآن. والسنة. والنظر، وهم لا يختلفون في أنهم إن أفلت فأخذ من يومه، أو من الغد فلا يحل لغير مالكه فليبينوا لنا الحد الذي إذا بلغه خرج به عن ملك مالكه ولا سبيل له إليه، ويسألون عمن ملك وحشيا فتناسل عنده ثم شرد نسلها؟
فان قالوا: يسقط ملكه عنه لزمهم ذلك في كل حيوان في العالم لان جميعها في أول خلق الله تعالى لها كانت غير متملكة ثم ملكت، وكذلك القول في حمام الأبراج. والنحل كما ما ميز فهو ونسله لمالكه أبدا لما ذكرنا، وقول مالك الذي ذكرنا، وقول الليث من ترك دابته بمضيعة فهي لمن وجدها لا ترد إلى صاحبها، وكقول الليث، أو غيره من نظرائه ما عطب في البحر من السفن فرمى البحر متاعا مما غرق فيها فهو لمن أخذه لا لصاحبه ولو قامت له بكل ذلك بينة عدل، وهذه أقوال فاسدة ظاهرة البطلان لأنها إيكال مال مسلم، أو ذمي بالباطل * 1082 - مسألة - واما حكم ارسال الجارح فلا يخلو ذلك الجارح من أن يكون معلما أو غير معلم، فالمعلم هو الذي لا ينطلق حتى يطلقه صاحبه فإذا أطلقه انطلق وإذا أخذ وقتل لم يأكل من ذلك الصيد شيئا فإذا تعلم هذا العلم فبأول مرة يقتل ولا يأكل منه شيئا فهو معلم حلال أكل ما قتل مما أطلقه عليه صاحبه وذكر اسم الله تعالى عند اطلاقه، وسواء قتله بجرح أو برض. أو بصدم. أو بخنق كل ذلك حلال، فان قتله وأكل من لحمه شيئا فذلك الصيد حرام لا يحل أكل شئ منه، وسواء في كل ما ذكرنا الكلب وغيره من سباع دواب الأربع والبازي وغيره من سباع الطير ولافرق، فأما الفرق بين المعلم وغير المعلم فهو قول الله تعالى: (وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم) وما سنذكره بعد هذا من