المال، والكسر. والخرق إضاعة للمال، ومتلف مال غيره معتد والله تعالى يقول: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) * واحتج من خالف هذا بما رويناه من طريق عكرمة (ان النبي صلى الله عليه وسلم كسر كوزا فيه شراب وشق المشاعل يوم خيبر وهي الزقاق) (1) وهذا مرسل لا حجة فيه * وبخبر من طريق ابن عمر قال (شق رسول الله صلى الله عليه وسلم زقاق الخمر) * وبخبر من طريق أبي هريرة (أنه عليه السلام شق زقاق الخمر) وبخبر من طريق جابر (أنه عليه السلام أراق الخمر وكسر جرارها)، وكل هذا لا يصح منه شئ * أما خبر ابن عمر فاحد طرقه فيها (2) ثابت بن يزيد الخولاني وهو مجهول لا يدرى من هو، والثاني من طريق ابن لهيعة وهو هالك عن أبي طعمة وهو نسير بن ذعلوق (3) وهو لا شئ (4)، والثالث من رواية عبد الملك بن حبيب الأندلسي وهو هالك عن طلق وهو ضعيف * وأما حديث أبي هريرة ففيه عمر بن صهبان وهو ضعيف ضعفه البخاري وغيره، وفيه أيضا آخر لم يسم * وحديث جابر من طريق ابن لهيعة وهو مطرح فلم يصح في هذا الباب شئ، وقد ذكرنا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في آنية أهل الكتاب التي يطبخون فيها لحوم الخنازير ويشربون فيها الخمر وعرف ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بغسلها بالماء، ثم أباح الاكل فيها والشرب، ولا حجة الا فيما صح عنه عليه السلام * 1105 - مسألة - وفرض على من أراد النوم ليلا ان يوكى قربته ويخمر آنيته ولو بعود يعرضه عليها، ويذكر اسم الله تعالى على ما فعل من ذلك، وان يطفئ السراج، ويخرج النار من بيته جملة الا أن يضطر إليها لبرد أو لمرض أو لتربية طفل فمباح له ان لا يطفئ ما احتاج إليه من ذلك لما روينا من طريق البخاري * نا إسحاق بن منصور انا روح بن عبادة نا ابن جريج قال: أخبرني عطاء انه سمع جابر بن عبد الله يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا كان جبح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم فان الشياطين تنتشر حينئذ فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم (5) وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله فان الشيطان لا يفتح بابا مغلقا وأوكوا قربكم واذكروا اسم الله عليها وخمروا آنيتكم واذكروا اسم الله عليها (6) ولو أن تعرضوا عليها شيئا واطفؤا مصابيحكم) * ومن طريق أبى داود نا أحمد بن حنبل نا يحيى - هو ابن سعيد القطان - عن ابن جريج قال أخبرني عطاء عن جابر عن النبي
(٥١٨)