قالا جميعا: تجزئه حجة الاسلام عنها جميعا، وقال محمد بن الحسن. وأبو يوسف: من حج حجة الاسلام فنوى بعمله فرضه والتطوع معا انه يجزئه عن حجة الاسلام وتبطل نية التطوع، فلو نذر أن يحج فحج ينوى نذره والتطوع معا، قال أبو يوسف: يجزئه عن نذره فقط، وقال محمد: هي تطوع ولا تجزى عن النذر * قال أبو محمد: العمل كله باطل لأنه لم يخلص النية لما لذمه كما أمر * 906 - مسألة - من أهدى هدى تطوع فعطب من الطريق قبل بلوغه مكة. أو منى فلينحره وليلق قلائده في دمه وليخل بين الناس وبينه، وان قسمه بين الناس ضمن مثل ما قسم فلو قال: شأنكم به أو نحو هذا فلا بأس، ولا يحل له أن يأكل هو ولا رفقاؤه منه شيئا فمن أكل منهم منه أدى إلى المساكين لحما مثل ما أكل فقط، الغنم، والبقر، والإبل في كل ذلك سواء، فان بلغ محله ففرض عليه أن يأكل منه ولا بد ويتصدق منه ولا بد، وهكذا روينا عن طائفة من السلف * روينا من طريق عبد الرزاق عن سفيان. ومعمر كليهما عن عبد الكريم الجزري عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال في هدى التطوع يعطب: لينحره، ثم ليغمس نعله في دمه، ثم ليضرب بالنعل صفحته فان أكل منه أو أمر بأكله غرم، فإن كان واجبا فعطب فلينحره، ثم ليغمس نعله في دمه، ثم ليضرب بالنعل صفحته فان شاء أكل وان شاء أهدى وان شاء تقوى به في ثمن أخرى * وعن عطاء مثل هذا كله، وعن ابن المسيب في التطوع مثله * وروينا خلاف هذا من طريق حماد بن سلمة أخبرني حماد - هو ابن أبي سليمان - عن إبراهيم النخعي عن الأسود بن يزيد أن عائشة أم المؤمنين قالت في الهدى يعطب في الطريق:
كلوه ولا تدعوه للكلاب. والسباع فإن كان واجبا فاهدوا مكانه هديا وإن كان تطوعا فان شئتم فلا تهدوا وان شئتم فاهدوا * ومن طريق حماد بن سلمة عن أيوب السختياني عن نافع عن ابن عمر أنه عطبت له بدنة تطوع فنحرها ابن عمرو أكلها ولم يهد مكانها * ومن طريق سعيد بن منصور نا سفيان - هو ابن عيينة - عن عبد الكريم الجزري عن عكرمة عن ابن عباس قال: إذا أهديت هديا - وهو تطوع - فعطب فانحره، ثم اغمس النعل في دمه، ثم اضرب به صفحته، ثم كله ان شئت واهده ان شئت وتقوبه في هدى آخر * وعن ابن مسعود إذا ساق الهدى تطوعا فعطب كل وأطعم وليس عليك البدل وهو قول نافع أيضا * وعن سعيد بن جبير إذا عطب الهدى قبل محله فكل من التطوع ولا تأكل من الواجب * وروينا قولا آخر عن سعيد بن المسيب قال: يدعها تموت * فرجعنا إلى السنة فوجدنا ما روينا من طريق أبى داود نا مسددنا حماد عن أبي التياح عن