بين الصلاتين بمزدلفة كل صلاة بأذان وإقامة، وهو قول محمد بن علي بن الحسين وذكره عن أهل بيته، وبه يقول مالك * ولا حجة في هذا القول ممن خبر عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا حجة في قول عمر. وابن مسعود.
وعلى في ذلك لأنه قد خالفهم غيرهم من الصحابة، واختلف عن عمر أيضا كما أوردنا فالمرجوع إليه عند النازع هو القرآن والسنة، ولا حجة لأبي حنيفة في دعواه أن إعادة الاذان للعشاء هو من أجل ان عمر وابن مسعود تعشيا بين الصلاتين لأنها لم يدكرا ذلك ولا أخبرا أن اعادتهما الاذان إنما هو من أجل العشاء فهي دعوى فاسدة * (فان قيل): قسنا ذلك على الجمع بين سائر الصلوات إذا صليت الأولى في آخر وقتها والأخرى في أول وقتها فلابد من أذان وإقامة لكل صلاة قلنا: القياس باطل ولا يجوز أن يعارض ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم بقياس فاسد * قال أبو محمد: وقد روى مثل قولنا عن ابن عمر. وسالم ابنه. وعطاء كما روينا من طريق ابن أبي شيبة عن الفضل بن دكين عن مسعر بن كدام عن عبد الكريم قال: صليت خلف سالم المغرب والعشاء بجمع بأذان وإقامتين فلقيت نافعا فقلت له: هكذا كان يصنع عبد الله؟ قال: نعم فلقيت عطاء فقلت له فقال قد كنت أقول لهم لا صلاة الا بإقامة، وهو قول الشافعي من رواية أبي ثور عنه، فهي ستة أقوال أحدها الجمع بينهما بلا أذان ولا إقامة وصح عن ابن عمر *، والثاني الجمع بينهما بإقامة واحدة فقط. وصح أيضا عن ابن عمر وقول سفيان. وأحمد. وأبى بكر بن داود. وصح به خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والثالث الجمع بينهما بإقامتين فقط. روى عن عمر. وعلى. وصح عن سالم بن عبد الله وهو أحد قولي سفيان.
وأحمد. والشافعي، وصح به خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم * والرابع الجمع بينهما بأذان واحد وإقامة واحدة. روى عن عمر وصح عن ابنه عبد الله وهو قول أبي حنيفة وصح به خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم * والخامس الجمع بينها بأذان واحد وإقامتين صح عن ابن عمر. وسالم ابنه. وعطاء وهو أحد قولي الشافعي وبه نأخذ، وصح بذلك خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم * والسادس الجمع بينهما بأذانين وإقامتين صح عن عمر. وابن مسعود وروى عن علي، وعن محمد بن علي بن الحسين وأهل بيته وهو قول مالك * فأما الاخبار في ذلك فبعضها بإقامة واحدة من طريق ابن عمر. وابن عباس، وبعضها بإقامتين من طريق ابن عمر. وأسامة بن زيد، وبعضها بأذان واحد وإقامة واحدة من طريق ابن عمر، وبعضها بأذان واحد وإقامتين من طريق جابر، فاضطربت الرواية عن ابن عمر الا ان احدى الروايات عنه وعن أسامة بن زيد، وعن جابر بن عبد الله زادت